فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٧٢
هو العلة الأولى أعني الصانع) والزوج الأول الاثنان (وهما العقل والنفس) " فاما الفرد الثاني فالثلاثة " (1) واما الزوج الثاني فإنه الأربعة فتتركب منهما أيضا سبعة، (لان ثلاثة وأربعة سبعة) فإذا أضفت الثلثة التي اجتمعت من واحد واثنين إلى السبعة التي اجتمعت من ثلاثة وأربعة تتركب من بينهما عشرة، وقال فيثاغورس ان الله تبارك وتعالى لما أبدع العقل الكلى جعل له معرفة الأشياء كلها، فتلك المعاني التي جعلها الله موجودة في العقل سموها الهيولى الأولى أعني انها كالأصول والمواد للأشياء كلها، فإذا " أفاد " (2) العقل من الله عز وجل معرفة شئ سمي ما " أفاد " (2) منه صورة لذلك الشئ، وإذا أظهر العقل ذلك الشئ فيما دونه من الخلائق سمي ما كان فيه من علم ذلك الشئ (من قبل أن يظهره) هيولى له، والمثل في ذلك كالخط الممدود بين الشمس والظل فان ما يلي الشمس منه هو شمس وما يلي الظل منه هو ظل، والمثل في ذلك أيضا كمن يسمع بعلم من صور العلوم فإذا أبدع ذلك و أظهره كان ما رسخ في قلبه منه هيولى لما أبدعه، وأظهره، فهذا معنى قولهم في الصورة والهيولي، ومثل الهيولى " الأولى " أيضا كمثل الكيفيات العشرة التي هي متفرقة بسيطة في العقل أعني الحرارة و البرودة والرطوبة واليبوسة والحلاوة والمرارة واللين والخشونة واللون والشكل فليس يقال لشئ من هذه على الانفراد جسم لكنه يقال إنها معاني بسيطة لطيفة غامضة في العقل حتى إذا اجتمعت وتركبت صار منها الهيولى الثانية المتجسمة، فتكون من تراكيب بعض هذه المعاني النار ومن تراكيب بعضها الماء ومن تراكيب بعضها الهواء ومن تراكيب بعضها الأرض وسائر الأشياء، وضرب لذلك مثلا وقال إن الجسم هو الشئ الذي يكون من اجتماع ثلاثة معاني

(1) (فذلك ثلاثة) (2) (استفاد)
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»