ليس منه " وقالوا في حد النار ان النار هو جسم محرق مضئ متحرك إلى فوق " وكل جسم محرق مضئ متحرك إلى فوق فهو نار، فإن كان النور نارا فقد ينبغي ان يكون حده أيضا حد النار وإذا ما قلنا إن كل نور جسم محرق مضئ متحرك إلى فوق وجدنا ذلك باطلا لان النور ليس بجسم ولا محرق ولا متحرك إلى فوق، فقد بان بما قلنا خطأ من زعم أن النور نار، الباب الرابع في أن للبدن أنفسا تفنى مع البدن، قال الفيلسوف انه إذا كانت قوة من قوى البدن بها تمام عضو من الأعضاء، قلنا انها صورة ونفس لذلك العضو، مثل البصر الذي هو تمام العين، وإذا رأينا قوة من القوى بها تمام جسم من الأجسام وكانت تلك القوة تدبر جميع اجزاء ذلك الجسم سميناها نفسا لذلك الجسم، مثل النفس الحيوانية التي في القلب فإنها تدبر البدن كله، ومثل النفس الحسية التي في الدماغ لأنها تدبر البدن كله غير أنهما تفسدان مع فساد البدن، ومعنى التمام الذي ذكر أرسطوطيلس على ضربين، تمام مفارق وتمام غير مفارق، فالتمام المفارق مثل الملاح فإنه تمام للسفينة وان فارق السفينة لم تفسد السفينة بفراقه إياها، والتمام الذي لا يفارق مثل الحرارة التي هي تمام للنار فان فارقت الحرارة النار فسدت النارية، وكالبصر الذي هو تمام للعين، فان فارق البصر العين فسدت العين، فمعنى قولهم ان في بدن واحد أنفسا عدة انما يعنون به القوى المدبرة له، وقال تاوفر سيطوس الحكيم ان النفس الأولى هي النفس النباتية، ولها ثلاثة أفعال.
موجودة بينة في كل شجر ونبات لان كل نبات يغتذى ويتربى ويتولد منه مثله، وكذلك الانسان يغتذى ويتربى ويتولد منه مثله،