وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام:
يعلم الله أن قلبي صفات * سئمت طول قرعه الحادثات مضغته لهى الخطوب وكلت * وعلى المضغ لا تلين الحصاة فطرت مهجتي من الصبر لكن * لحسين فطرنها الزفرات يا قتيلا وما نعته المرنات * ولم تبكه الضبا الباترات أكل اللوم هاشما بعد يوم * شربت فيه نفسك المرهفات بأبي طامحا بطرف إباء * لم تجل وسطه لضيم قذاة كلما سالت الكفاح حديدا * علم الراسيات كيف الثبات منتض للوغى صفيحة عزم * وهو تلك الصفيحة المنتضاة ان يمت فالفرند ذاك الفرند * المجتلي والشباة تلك الشباة كفلتهم بحجرها الحرب قدما * والمواضي عليهم حانيات وإذا ما انتسبتهم ففتاهم * أبواه الهيجاء والمرهفات وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام ويستنهض الحجة المهدي المنتظر:
كم توعد الخيل في الهيجاء أن تلجا * ما آن في جريها أن تلبس الرهجا وكم قنا الخط كف المطل تفطمها * ما آن أن ترضع الأحشاء والمهجا وكم تعلل بيض الهند مغمدة * عن الضراب ولما تعترق ودجا يا ناهجا في السرى قفراء موحشة * ما كان جانبها المرهوب منتهجا صديان يقطع عرض البيد مقتعدا * غوارب العيس لم يقعد بهن وجا خذ من لساني شكوى غير خائبة * من ضيق ما نحن فيه تضمن الفرجا تستنهض الحجة المهدي من ختم * الله العظيم به آباءه الحججا لم يستتر تحت ليل الريب صبح هدى * إلا وللخلق منه كان منبلجا من نبعة تثمر المعروف مورقة * في طينة المجد ساري عرقها وشجا المورد الخيل شقرا ثم يصدرها * دهما عليها اهاب النقع قد نسجا والضارب الهام يوم الروع مجتهدا * في الله ليس يرى في ضربها حرجا والطاعن الطعنة النجلاء لو وقعت * في صدر يذبل وهو الصلد لانفرجا والملقح الغارة الشعواء في أسد * من كل شيخ نهى نجد وكهل حجى الفارجين مضيق الكرب ان ندبوا * والكاشفين ظلام الخطب حين (82) دجى ان ضللتهم سماء النقع يوم وغى * كانت وجوههم في ليلها سرجا يا مدرك الثار كم يطوي الزمان على * امكان ادراكه الأعوام والحججا لا نوم حتى تعيد الشم عزمتكم * قاعا بها لا ترى أمتا ولا عوجا في موقف يخلط السبع البحار معا * بمثلها من نجيع قد طغت لججا من عصبة ولجت يوم الطفوف على * هزبركم غاب عز قط ما ولجا يوم تجهم وجه الموت فيه وقد * لاقى ابن فاطمة جذلان مبتهجا في فتية كسيوف الهند قد فتحوا * من مغلق الحرب في سمر القنا الرتجا وأضرموها على الأعداء ساعرة * ثم اصطلوا دونه من جمرها الوهجا ضراغم ان دعا داعي الكفاح بهم * نزى من الرعب قلب الموت واختلجا ما فوخروا في الوغى إلا قضت لهم * غمارها انهم كانوا لها ثبجا (83) من كل أغلب في الهيجاء صعدته * ترى تمائمها الأكباد والمهجا أشم ينشق أرواح المنون إذا * تفاوحت بين أطراف القنا ارجا أو اصحرته لدى روع حفيظته * فقلب كل هزبر لم يكن ثلجا بيض الوجوه قضوا والخيل ضاربة * رواق ليل من النقع المثار سجا وغودرت في شعاب الطف نسوتهم * يجهشن وجدا متى طفل لها نشجا من كل صادية الأحشاء ناهلة * من دمعها والشجى في صدرها اعتلجا تدعو فيخرج دفاع الزفير حشى * صدورها ويرد الكظم ما خرجا لا صبر يا آل فهر وابن فاطمة * يمسي وكان أمان الناس منزعجا مقلقلا ضاقت الأرض الفضاء به * حتى على لفح نيران الظما درجا قد قضى بفؤاد حر غلته * لو قلب الصخر يوما فوقه نضجا الله أكبر آل الله مشربهم * بين الورى بذعاف الموت قد مزجا مروعون وهم أمن المروع غدا * وسع الفضاء عليهم ضيقا حرجا قد ضرج السيف منهم كل ذي نسك * بغير ذكر إله العرش ما لهجا فغودرت في الثرى صرعى جسومهم * وفي نفوسهم لله قد عرجا