وقال يرثي الإمام الحسين عليه السلام (71) أهاشم تيم جل منك ارتكابها * حرام بغير المرهفات عتابها هي القرحة الأولى التي مض داؤها * بأحشاك حتى ليس يبرى انشعابها لقد أوجعت منك القلوب بلسعها * عقارب ضغن أعقبتها دبابها إلى الان يبرى سمها منك مهجة * بإبرتها قد شق عنها حجابها كأن لم يكن ضدا سواه مقاوما * حياتك مقصورا عليها ذهابها لها العذر لم تسلم لباري نفوسها * فتلوى لمن ولي عليها رقابها ولا صدقت يوما بما في كتابه * فتخشى الذي يحصي عليها كتابها ولو أمنت بالله لم يغد في الورى * بأمرة مولى المؤمنين خطابها علت فوق أعواد الرسول لبيعة * بها من ثقيل الوزر طال احتقابها (72) تقلب بين المسلمين أناملا * تريك عن الاسلام كيف انقلابها أعد نظرا نحو الخلافة أيما * أحق بأن تضفو عليه ثيابها أمن هو نفس للنبي؟ أم التي * له كان داءا سلمها واقترابها ومن دحرج الأعداء عنه؟ أم التي * له دحرجت تحت الظلام دبابها يقولون بالاجماع ولي أمرها * ضئيل بني تيم لينفى ارتيابها وهل مدخلا للرشد أبقى، وفيه من * مدينة علم الله قد سد بابها بلى عدلت عن عيبة العلم واقتدت * بمن ملئت من كل عيب عيابها ولم لم يكن عبد من الله لم تنل * - ولا لعقة مما تحلت - كلابها فلله ما جرت سقيفة غيها * على مرشديها يوم جل مصابها بها ضربت غصبا على ملك أحمد * بكف عدى واستمر اغتصابها إلى حيث بالأمر استبدت أمية * فأسفر عن وجه الضلال نقابها وأبدت حقود الجاهلية بعدما * - لخوف من الاسلام - طال احتجابها وسلت سيوفا أطمأ الله حدها * فأضحى دم الهادين وهو شرابها فقل لنزار سومي الخيل إنها * تحن إلى كر الطراد عرابها لها إن وهبت الأرض يوما أرتكها * قد انحط خلف الخافقين ترابها حرام على عينيك مضمة الكرى * فان ليالي الهم طال حسابها فلا نوم حتى توقد الحرب منكم * بملومة شهباء يذكي شهابها تساقى بأفواه الضبا من أمية * مدام نجيع والرؤس حبابها كأن بأيديها الضبا وبنودها * إلى مهج الابطال تهوى حرابها فراخ المنايا في الوكور لرقها * قد التقطت حب القلوب عقابها عجبت لكم أن لا تجيش نفوسكم * وأن لا يقي المرهفات قرابها وهذي بنو عصارة الخمر أصبحت * على منبر الهادي يطن ذبابها رقدت وهبت منك تطلب وترها * إلى أن شفى الحقد القديم طلابها نضت من سواد الثكل ما قد كسوتها * وأصبحن حمرا من دماك ثيابها أفي كل يوم منك صدر ابن غابة * تبيت عليه رابضات ذيابها يمزق أحشاء الإمامة ظفرها * عنادا ويدمى من دم الوحي نابها لك الله من موتورة هان غلبها * وعهدي بها صعب المرام غلابها كأن من بني صخر سيوفك لم تكن * مقام جفون العين قام ذبابها و حتى كأن لم تنتثر في صدورها * أنابيب سمر لم تخنك حرابها أفي الحق أن تحوي صفايا تراثكم * أكف عن الاسلام طال انجذابها وتذهب في الاحياء هدرا دماؤكم * ويبطل حتى عند حرب طلابها هبوا ما على رقش الأفاعي غضاضة * إذا سل منها ذات يوم إهابها فهل تصفح الأفعى إذا ما تلاقيا * على ترة كف السليم ونابها أيخرجها من مستكن وجارها (73) * ويصفو له بالرغم منها لصابها (74) ويطرقها حتى يدمي صماخها * بكف له أثرن قدما نيابها وتنساب عنه لم تساور بنانه * بنهش ولم يعطب حشاه لعابها فما تلك من شأن الأفاعي فلم غدت * بها مضر الحمراء ترضى غضابها أصبرا وأعراف السوابق لم يكن * من الدم في ليل الكفاح اختضابها أصبرا ولم ترفع من النقع ضلة * يحيل بياض المشرقين ضبابها أصبرا وسمر الخط لا متقصد * قناها ولم تندق طعنا حرابها أصبرا وبيض الهند لم يثن حدها * ضراب يرد الشوس تدمي رقابها وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم * عليها الفلا اسودت وضاقت رحابها وتلك بأجراع الطفوف نساؤكم * يهد الجبال الرسيات انتحابها حواسر بين القوم لم تلق حاجبا * لها الله حسرى أين منها حجابها؟!
كجمر الغضا أكبادهن من الظما * بقفر لعاب الشمس فيه شرابها تردد أنفاسا حرارا وتنثني * لها عبرات ليس يثني انصبابها فهاتيك يحرقن الغوادي وهذه * ينوب مناب الغاديات انسكابها هواتف من عليا قريش (75) بعصبة * قضوا كسيوف الهند فل ذبابها مضوا حيث لا الاقدام طائشة الخطأ * ولا رجح الأحلام خفت هضابها تطارحهم بالعتب شجوا وإنما * دما فجر الصخر الأصم عتابها تنادي بصوت زلزل الأرض في الورى * شجى ضعفه حتى لخيف انقلابها أفتيان فهر أين عن فتياتكم * حميتكم والأسد لم يحم غابها أفتيان فهر أين عن فتياتكم * حفيظتكم في الحرب ان صر تابها أتصفر من رعب ولم تنض بيضكم * فيحمر من سود المنايا إهابها وتقهرها حرب على سلب بردها * وأرجلها بغيا يباح انتهابها وتتركها قسرا ببيداء من لظى * هواجرها كادت تذوب هضابها على حين لا خدر تقيل بكسره * عن الشمس حيث الأرض يغلي ترابها فوادح أجرى مقلة الأرض والسما * دما صبغت وجه الصعيد مصابها فيا من هم الهادون والصفوة التي * عن الله قربا قاب قوسين قابها عليكم سلام الله ما ديم الحيا * مرتها صبا ريح فدر سحابها