ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٤٢
وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام إن لم أقف حيث جيش الموت يزدحم * فلا مشت بي في طرق العلا قدم لابد أن أتداوى بالقنا فلقد * صبرت حتى فؤادي كله ألم عندي من العزم سر لا أبوح به * حتى تبوح به الهندية الخذم لا أرضعت لي العلى ابنا صفو درتها * إن هكذا ظل رمحي وهو منفطم إلية بضبا قومي التي حمدت * قدما مواقعها الهيجاء لا القمم لأحلبن ندي الحرب وهي قنا * لبانها من صدور الشوس وهو دم مالي أسالم قوما عندهم ترتي * لا سالمتني يد الأيام إن سلموا من حامل لولي الأمر مألكة * تطوى على نفثات كلها ضرم يا بن لألى يقعدون الموت ان نهضت * بهم لدى الروع في وجه الضبا الهمم الخيل عندك ملتها مرابطها * والبيض منها عرى أغمادها السأم هذي الخدور العداء (169) هاتكة * وذي الجباه ألا مشحوذة تسم لا تطهر الأرض من رجس العدى أبدا * ما لم يسل فوقها سيل الدم العرم بحيث موضع كل منهم لك في * دماه تغسله الصمصامة الخذم أعيذ سيفك أن تصدى حديدته * ولم تكن فيه تجلى هذه الغمم قد آن أن يمطر الدنيا وساكنها * دما أغر عليه النقع مرتكم حران تدفع هام القوم صاعقة * من كفه وهي السيف الذي علموا نهضا فمن بظباكم هامه فلقت * ضربا على الدين فيه اليوم يحتكم وتلك أنفالكم في الغاصبين لكم * مقسومة وبعين الله تقتسم جرائم آذنتهم أن تعاجلهم * بالانتقام فهلا أنت منتقم وإن أعجب شئ أن أبثكها * كأن قلبك خال وهو محتدم ما خلت تقعد حتى تستثار لهم * وأنت أنت وهم فيما جنوه هم لم تبق أسيافهم منكم على ابن تقى * فكيف تبقي عليهم لا أبا لهم فلا وصفحك إن القوم ما صفحوا * ولا وحلمك إن القوم ما حلموا فحمل أمك قدما أسقطوا حنقا * وطفل جدك في سهم الردى فطموا (170) لا صبر أو تضع الهيجاء ما حملت * بطلقة معها ماء المخاض دم هذا المحرم قد وافتك صارخة * مما استحلوا به أيامه الحرم يملأن سمعك من أصوات ناعية * في مسمع الدهر من إعوالها صمم تنعى إليك دماء غاب ناصرها * حتى أريقت ولم يرفع (171) لكم علم مسفوحة لم تجب عند استغاتها * إلا بأدمع ثكلى شفها الألم حنت وبين يديها فتية شربت * من نحرها نصب عينيها، الضبا الخذم موسدين على الرمضاء تنظرهم * حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا سقيا لثاوين لم تبلل مضاجعهم * إلا الدماء وإلا الأدمع السجم أفناهم صبرهم تحت الضبا كرما * حتى قضوا (172) ورداهم ملؤه كرم وخائضين غمار الموت طافحة * أمواجها البيض بالهامات تلتطم مشوا إلى الحرب مشي الضاريات لها * فصارعوا الموت فيها والقنا أجم ولا غضاضة يوم الطف أن قتلوا * صبرا بهيجاء لم تثبت لها قدم فالحرب تعلم إن ماتوا بها فلقد * ماتت بها منهم الأسياف لا الهمم أبكيهم لعوادي الخيل إن ركبت * رؤسها لم تكفكف عزمها اللجم (173) وللسيوف إذا الموت الزؤام غدا * في حدها هو والأرواح يختصم وحائرات أطار القوم أعينها * رعبا غداة عليها خدرها هجموا كانت بحيث عليها قومها ضربت (174) * سرادقا أرضة من عزهم حرم يكاد من هيبة أن لا يطوف به * حتى الملائك لولا أنهم خدم فغودرت بين أيدي القوم حاسرة * تسبى وليس لها (175) من فيه تعتصم نعم لوت جيدها بالعتب هاتفة * بقومها وحشاها ملؤه ضرم عجت بهم مذ على أبرادها اختلفت * أيدي العدو ولكن من لها بهم نادت ويا بعدهم عنها معاتبة * لهم، ويا ليتهم من عتبها أمم قومي الألى عقدت قدما مآزرهم * على الحمية ما ضيموا ولا اهتضموا عهدي بهم قصر الأعمار شأنهم * لا يهرمون وللهيابة الهرم ما بالهم لا عفت منهم رسومهم * قروا وقد حملتنا الأنيق الرسم يا غاديا بمطايا العزم حملها * هما تضيق به الأضلاع والحزم عرج على الحي من عمرو العلى وأرح * منهم بحيث اطمأن البأس والكرم وحي منهم حماة ليس بابنهم * من لا يرف عليه في الوغى العلم المشبعين قرى طير السما ولهم * بمنعة الجار فيهم يشهد الحرم والهاشمين وكل الناس قد علموا * بأن للضيف أو للسيف ما هشموا كماة حرب ترى في كل بادية * قتلى بأسيافهم (176) لم تحوها الرجم (177) كأن كل فلا دار لهم وبها * عيالها الوحش أو أضيافها الرخم قف منهم موقفا تغلي القلوب به * من (178) فورة العتب وأسأل ما الذي بهم جفت عزائم فهر أم ترى بردت * منها الحمية أم قد (179) ماتت الشيم أم لم تجد لذع عتبي في حشاشتها * فقد تساقط جمرا من فمي الكلم أين الشهامة أم أين الحفاظ أما * يأبى لها شرف الأحساب والكرم تسبى حرائرها (180) بالطف حاسرة * ولم تكن بغبار الموت تلتثم لمن أعدت عتاق الخيل إن قعدت * عن موقف هتكت منها به الحرم فما اعتذارك يا فهر ولم تثبي * بالبيض تثلم أو بالسمر تنحطم أجل نساؤك قد هزتك عاتبة * وأنت من رقدة تحت الثرى رمم فلتلفت الجيد عنك اليوم خائبة * فما غناؤك حالت دونك الرجم

169 العداء: شديد العدو.
170 لم يثبت هذا البيت في الديوان المطبوع.
171 وفي نسخة: يخفق.
172 وفي نسخة: مضوا.
173 ورد هذا البيت في النسخة المطبوعة بعد البيتين التاليين.
174 وفي نسخة: كانت وفتيتها من فوقها ضربت.
175 وفي نسخة: ترى.
176 وفي نسخة: بأسيافها.
177 الرجم: القبور.
178 وفي نسخة: في.
179 وفي نسخة: هل.
180 وفي نسخة: حرائركم.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»