ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٤٤
وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام تركت حشاك وسلوانها * فخل حشاي وأحزانها أغض الشبيبة عني إليك * فقض بزهوك ريعانها ودعني أصارع همي وبت * ضريع مدامك نشوانها قد استوطن الهم قلبي فعفت * لك الغانيات وأوطانها عدوت ملاعب ذات الأراك * فلست ألاعب غزلانها وعفت غدائر بيض الخدود * فما أنشق الدهر ريحانها أفق لست أول من لامني * على وصل نفسي تحنانها فكم لي قبلك لوامة * تشاغلت مطرحا شانها تريني بالعذل إشفاقها * وفيه تلون ألوانها تناشدني الصبر لكن تريد * أن أعرف اللهو عرفانها وما هي مني حتى تخاف * علي الهموم وأشجانها وما في ضلوعي لها مهجة * عليها تحاذر نيرانها ولا بين جفني عين لها * من الكحل أغسل أجفانها ولو ضمنت أضلعي قلبها * سلوت النوائب سلوانها ولو وجدت بعض ما قد وجدت * لبلت من الدمع أردانها خلا أنها مذ (182) رأتني غدوت * لهيف الحشاشة حرانها فقالت أجدك من ذي حشا * جوى الحزن لازم ايطانها لمن حرق الوجد تذكي وراء * حنايا ضلوعك نيرانها وتشجيك كل هتوف العشي * تردد في الدوح ألحانها تسل وبالله لما اغتنمت * من جدة اللهو إبانها فقلت سلوت إذا مهجتي * إذا أنا حاولت سلوانها كفاني ضنا أن ترى في الحسين * شفت آل مروان أضغانها فأغضبت الله في قتله * وأرضت بذلك شيطانها عشية أنهضها بغيها * فجاءته تركب طغيانها بجمع من الأرض سد الفروج * وغطى النجود وغيطانها وطا الوحش إذ لم يجد مهربا * ولازمت الطير أوكانها وحفت بمن حيث يلقى الجموع * يثني بماضيه وحدانها وسامته يركب إحدى اثنتين * وقد صرت الحرب أسنانها فأما يرى مذعنا أو تموت * نفس أبى العز إذعانها فقال لها اعتصمي بالاباء * فنفس الابي وما زانها إذا لم تجد غير لبس الهوان * فبالموت تنزع جثمانها رأى القتل صبرا شعار الكرام * وفخرا يزين لها شانها فشمر للحرب في معرك * به عرك الموت فرسانها وأضرمها لعنان السماء * حمراء تلفح أعنانها ركين وللأرض تحت الكماة * رجيف يزلزل ثهلانها أقر على الأرض من ظهرها * إذا ململ الرعب أقرانها تزيد الطلاقة في وجهه * إذا غير الخوف ألوانها ولما قضى للعلى حقها * وشيد بالسيف بنيانها ترجل للموت عن سابق * له أخلت الخيل ميدانها ثوى زائد البشر في صرعة * له حبب العز لقيانها كأن المنية كانت لديه * فتاة تواصل خلصانها جلتها له البيض في موقف * به أثكل السمر خرصانها فبات بها تحت ليل الكفاح * طروب النقيبة جذلانها وأصبح مشتجرا للرماح * تحلي الدما منه مرانها عفيرا متى عاينته الكماة * يختطف الرعب ألوانها فما أجلت الحرب عن مثله * صريعا يجبن شجعانها تريب المحيا تظن السماء * بأن على الأرض كيوانها غريبا أرى يا غريب الطفوف * توسد خديك (183) كثبانها وقتلك صبرا بأيد أبوك * ثناها وكسر أوثانها أتقضي فداك حشا العالمين * خميص الحشاشة ضمآنها ألست زعيم بني غالب * ومطعام فهر ومطعانها فلم أغفلت بك أوتارها * وليست تعاجل امكانها وهذي الأسنة والبارقات * أطالت يد المطل هجرانها وتلك المطهمة المقربات * تجر على الأرض أرسانها أجبنا عن الحرب يا من غدوا * على أول الدهر أخدانها أترضى أراقمكم ان تعد * بنو الوزغ اليوم أقرانها وتنصب أعناقها مثلها * بحيث تطاول ثعبانها يمينا لئن سوفت قطعها * فلا وصل السيف أيمانها وإن هي نامت على وترها * فلا خالط النوم أجفانها تنام وبالطف علياؤها * أمية تنقض أركانها وتلك على الأرض من أخدمت * ورب السماوات سكانها ثلاثا قد انتبذت بالعراء * لها تنسج الريح أكفانها مصاب أطاش عقول الأنام * جميعا وحير أذهانها عليكم بني الوحي صلى الاله * ما هزت الريح أفنانها

182 وفي نسخة: قد.
183 وفي نسخة: خدك.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»