ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٤٥
وقال يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام ويندب الحجة المهدي المنتظر:
إن ضاع وترك يا بن حامي الدين * لا قال سيفك للمنايا كوني أولم تناهض آل حرب هاشم * لا بشرت علوية بجنين أمعلل البيض الرقاق بنهضة * في يوم حرب بالردى مشحون كم ذا تهزك للكريهة حنة * من كل مشجية الصهيل صفون طال انتظار السمر طعنتك التي * تلد المنون بنفس كل طعين عجبا لسيفك كيف يألف غمده * وشباه كافل وتره المضمون لله قلبك وهو اغضب للهدى * ما كان أصبره لهتك الدين فيما اعتذارك للنهوض وفيكم * للضيم وسم فوق كل جبين أيمينكم فقدت قوائم بيضها * أم خيلكم أضحت بغير متون لا استك سمع الدهر سيفك صارخا * في الهام فاصل حده المسنون إن لم تقدها في القتام طوالعا * فكأنها قطع السحاب الجون ما إن سطت بحماة ثغر تهامة * إلا ذعرن حماة ثغر الصين يحملن منك إلى الأعادي مخدرا (184) * يرمي المنون لقاؤه بمنون غضبان إن لبس الضواحي مصحرا * نزعت له الآساد كل عرين فمتى أراك وأنت في أعقابها * بالرمح تطعن صلب كل ركين حيث الطريد أمام رمحك دمعه * كغروب هاضبة القطار هتون لم يمسحن جفونه إلا رأى * شوك القنا الأهداب رأي يقين ومن الجسوم تزاحم الأرض السما * ما بين مضروب إلى مطعون والموت يسأم قبض أرواح العدى * تعبا لقطعك حبل كل وتين فتمهد الدنيا بإمرة عادل * وبنهي علام وقسط أمين ومضاء منصلت وعزم مجرب * وأنات مقتدر وبطش مكين أتشيم سيفك عن جماجم معشر * وتروكم بالذحل (185) في صفين وحنين بيضهم الرقاق بهامكم * ملا الزمان برنة وحنين وكمين حقد الجاهلية فيهم * أنى طلعتم غالكم بكمين غصبوكم بشبا الصوارم أنفسا * قام الوجود بسرها المكنون كم موقف حلبوا رقابكم دما * فيه وأعينكم نجيع شؤون (186) لا مثل يومكم بعرصة كربلا * في سالفات الدهر يوم شجون قد أرهفوا فيه لجدك أنصلا * تركت وجوهكم بلا عرنين يوم أبي الضيم صابر محنة * غضب الاله لوقعها في الدين سلبته أطراف الأسنة، مهجة * تفدى بجملة عالم التكوين فثوى بضاحية الهجير ضريبة * تحت السيوف لحدها المسنون وقفت له الأفلاك حين هويه * وتبدلت حركاتها بسكون وبها نعاه الروح يهتف منشدا * عن قلب والهة بصوت حزين أضمير غيب الله كيف لك القنا * نفذت وراء حجابه المخزون وتصك جبهتك السيوف وإنها * لولا يمينك لم تكن ليمين ما كنت حين صرعت مضعوف القوى * فأقول لم ترفد بنصر معين وأما وشيبتك الخضيبة إنها * لأبر كل إلية ويمين لو كنت تستام الحياة لا رخصت * منها لك الاقدار كل ثمين أو شئت محو عداك حتى لا يرى * منهم على الغبراء شخص قطين لاخذت آفاق البلاد عليهم * وشحنت قطريها بجيش منون حتى بها لم تبق نافخ ضرمة * منهم بكل مفاوز وحصون لكن دعتك لبذل نفسك عصبة * حان انتشار ضلالها المدفون فرأيت أن لقاء ربك باذلا * للنفس أفضل من بقاء ضنين فصبرت نفسك حيث تلتهب الضبا * ضربا يذيب فؤاد كل رزين والحرب تطحن شوسها برحاتها * والرعب يلهم حلم كل رصين والسمر كالأضلاع فوقك تنحني * والبيض تنطبق انطباق جفوني وقضيت نحبك بين أظهر معشر * حملوا بأخبث أظهر وبطون وأجل يوم بعد يومك حل في * الاسلام منه يشيب كل جنين يوم سرت أسرى كما شاء العدى * فيه الفواطم من بني ياسين أبرزن من حرم النبي وإنه * حرم الاله بواضح التبيين من كل محصنة هناك برغمها * أضحت بلا خدر ولا تحصين سلبت وقد حجب النواظر نورها * عن حر وجه بالعفاف مصون قذفت بهن يد الخطوب بقفرة * هيماء صالية الهجير شطون (187) فغدت بها جرة الظهيرة بعدما * كانت بفياح الظلال حصين حرى متى التهبت حشاشتها ظلما * طفقت تروح قلبها بأنين وحدت بها الأعداء فوق مصاعب * ترمي السهول من الفلا بحزون لا طاب ظلك يا زمان ولا جرت * أنهار مائك للورى بمعين ما كان أوكسها لكفك صفقة * فيها ربحت ندامة المغبون فلقد جمعت قواك في يوم به * ألقحت أم الحادثات الجون وبه مذ ابتكرت مصيبة كربلا * عقمت فما لنتاجها من حين أحماة ثغر الدين حيث سيوفكم * شرعت محجة نهجه المسنون صلى الاله عليكم ما منكم * هتف الصوامع باسم خير أمين

184 المخدر: الأسد.
185 الذحل: الثأر. العداوة والحقد.
186 الشؤون: الدموع.
187 الشطون: البعيد.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»