ولولاهم ما كان للجود من نجد) فهل لسواها الزاخرات قد اعتزت؟ * وهل غيرها سحب إذا السحب أعوزت؟
لقد أحرزت بالوفر حمدا فبرزت * (ولو لم تحز بالوفر حمدا لأحرزت حسان سجاياها لها أوفر الحمد) إذا في الشتاء الشول غبراء روحت (372) * ومص الثرى ماء الرياض فصوحت فإنهما فيها سيول تبطحت * (أناس يرى في الكرخ من فيه طوحت إليهم بنات الشدقميات من بعد) سنا نارهم قد صيروه نعوتهم * لمسترشد الظلماء كي لا يفوتهم ويبصر من وافى لكي يستبيتهم * (جديا (373) على دار السلام بيوتهم لكعبة جدواهم لمن أمها تهدي) لهم أوجه يستصبحون بها الملا * كأن بدور التم منهن تجتلى فلو قابلوا فيها دجى الليل لانجلى * (ولو وزنت فيهم شيوخ بني العلى لما عدلوا طفلا لهم كان في المهد) فطفلهم حذو المس قد احتذى * وعزتهم أضحت لعين العدا قذا وكل من الحساد فيها تعوذا * (وكلا إذا أبصرت منهم تقول: ذا (محمد) فيه شارة الأب والجد) رفيع على لا يطلع الفكر نجده * حليف تقى لا يعلق الاثم برده أخو الحزم ما حلت يد الدهر عقده * (إذا انعقد النادي تراه وولده لناديه عقدا وهو واسطة العقد) كأن عقابا فيه بين قشاعم * وليث عرين فيه بين ضراغم وصل صفاة فيه بين أراقم * (على أنهم فيه نجوم مكارم تحف ببدر المجد في مطلع السعد) بروق علاهم من سناها تكشفت * وكفهم للوفد من سيبه كفت وفي رحمة منه عليهم تعطفت * (وأخلاقهم من حسن أخلاقه صفت ومنها اكتسى لطفا نسيم صبا نجد) فلو نفحت ميتا لاحيته حقبة * ولو كن في المسبوب لم ير سبة ولو كن في المكروب لم ير كربة * (ولو ذاقها الأعداء كانوا أحبة لنوعين فيها من رحيق ومن شهد) وجودهم في المحل من جود كفه * وإن شمخت آنافهم فبأنفه وعرف علاهم فاح من طيب عرفه * (تضوع من أعطافهم ما بعطفه لطائم (374) فخر ينتسبن إلى المجد) أعز بني الدنيا وأطيب عنصرا * لهم عاد عود الفضل فينان مثمرا وفيهم غدا صبح المكارم مسفرا * (سلالة مجد هم مصابيح في الورى بكل إذا استهدت فذاك هو (المهدي) له راحة للوفد تبسط أنملا * يشيمون منها العارض المتهللا فتى مذ نشأ تدري جميع بني العلى * (له مفخر لو بعضه اقتسم الملا لزاد، وما قد زاد جل عن العد) وسادوا بما حار النهى في عجيبه * وبدر السما استغنى بهم عن مغيبه فأمسوا وكل مشرق في غروبه * (وأصبح كل ساميا في نصيبه (375) علا، ماله من انتهاء ومن حد) وشأو ذوو العلياء لا يعلقونه * وكنه ذوو الافهام لا يدركونه وقدر يغض الدهر عنه جفونه * (وعز أكف الدهر تحسم (376) دونه فيرنوا إليه الدهر في مقل رمد) وحلم يراديه (377) الزمان بخطبه * فيلفيه أرس من (أبان) (378) وهضبه وفهم لسقم الجهل (379) شاف بطبه * (ورأي يرى ما غاب من خلف حجبه كأن بابه عن رأيه غير منسد) يبيت على حفظ العلى غير هاجد (380) * ويبذل فيها من طريف وتالد وتبصر منه عين كل مشاهد * (فتى قد رقى العليا بهمة ماجد له أحرزت شأو العلى وهو في المهد) ومن ساعة الميلاد في حبها صبا * وكانت له أما وكان لها أبا فان تعتجب من ذا تجد منه أعجبا (381) * (إذا ما تراءى محتب شك في الحبا على رجل معقودة أو على أحد (382) فان قلت: هذا مرهف كان أرهفا * وأخلاقه: هن الصبا كن ألطفا وإن قلت: ذا ماء السما لست منصفا * (لعمرك ما ماء السماء وإن صفا بأطيب مما منه قد ضم في البرد) وهوب لو أن البحر في كفه فني * وآمله عن صيب المزن قد غني حميد سجايا للمكارم يقتني * (فريدة هذا الدهر لو لم نجد بني أبيه تعالى عن شبيه وعن ند) كرام بهم ربع المكارم روضا * وصبح العلى من (383) نورهم عاد أبيضا هم في علاهم خير من ضمه الفضا * (فروع على منها (محمد الرضا) مزايا علاه ليس تحصر بالعد) سحاب على الوفاد نائله مطل * (وسحبان) يمشي في فصاحته ثمل فان تقصرن في مدح علياه أو تطل * (فلا (أحنف) يحكيه بالحلم لا وبال فصاحة (قس) بل ولا (معن) في الرفد) فعادي غرس المجد لف بغرسه * واس العلى مذ كان ترب لاسه وإن يومه أثنى عليه كأمسه * (فهمته في الجود طبق لنفسه ومذوده والحزم (384) سيان في الحد) فلا وفد إلا غيث جدواه عمه * وشابه في الجدوى أباه وعمه ومذ بشرت فيه القوابل أمه * (سعى طالبا أوج المعالي فأمه أخوه كأن كانا جميعا على وعد) ولما هما قد أبصرا غاية الامل * تلوح إذا (بالمصطفى) فيهما اتصل فحلوا جميعا رتبة دونها (زحل) * (وكلهم جاءوا على نسق من ال على واحد ما عن تساويه من بد) أولي الحمد في عالي الثناء شفعتم * وإن عنه في معروفكم قد غنيتم تهشون شوقا إن دعا من دعوتم * (بني المجد من أبكار فكري خطبتم فتاة عن الخطاب تجنح للصد) بدايع أفكار لها الصيد أذعنت * وفي حجب الأفكار عنهم تحصنت لها ما رنوا يوما ولا لهم رنت * (ولكن رأتكم كفوها فتزينت لكم وأتت تختال في حلل الحمد) فلو شامها (الأعشى) تحير وامتحن * وإن (زهيرا) لو يراها بها افتتن وأنى (لحسان) كمنظومها الحسن * (لها من بديع القول نظم بكم إذ الن وابغ (385) في مضمار أعجازه تكدي (386) على فترة في الشعر إن قيل ينبذ * وإن قد بدا لا طرف إلا وقد قذي ظهرت بنظم فيه ماقته غذي (387) * (ولي أذعنت آياته وأنا الذي بقيت له من بعد أربابه وحدي) فنظم من ألفاظه الدر مقولي * وفي النظم يبديه كعقد مفصل بديع معان إن أفه فيه ينقل * (إذا ما تلوه في (العراق) بمحفل سرت فيه أفواه الرواة إلى نجد) فكم قد تبدت فيه للناس درة * وكم قد تجلت منه للشمس ضرة ومبصره قد قال: هل هو زهرة * (وسامعه قد شك هل فيه خمرة أو ان بنظم الشعر ضرب من الشهد) حكى الروضة الغناء حسن بهائه * وفاق على شهب الدجا بسنائه وأخفى ضياء الشمس نور ضيائه * (وقد زاد في تضميخه بثنائه عليكم شذا قد طبق الأرض بالند) أرم لدى إنشادها (388) المفصح اللسن * وطاش حجى الفهامة الحاذق الفطن فما أنا في إنشائه قط مغتبن (389) * (ولست باطرائي له مزده وإن غدا (طرفة ابن العبد) من حسنه عبدي) ولا أنا من يعلي القريض محله * ولا من يزيد النظم والنثر فضله حويت بقومي المجد والفضل كله * (وما في نظام الشعر حمد لمن له سنام على ينمى إلى (شيبة الحمد) ومفخره سامي السما (بعليه) * وعزته موصولة (بقصيه) وسؤدده إرث له من (لويه) * (وبني (النبي) المصطفى و (وصيه) لنا النسب الوضاح في جبهة المجد) وإن نظاما انتجته رويتي * لنأنف أن يستام عزة نخوتي فما سمحت إلا لكم فيه فكرتي * (فدونكموه فهو في زبري التي طوت ذكر من قبلي فكيف الذي بعدي) ولا نضبت من كفكم أبحر الندى * ولا أفلت من أفقكم أنجم الهدى ولا زال ربع المجد فيكم مشيدا * (ولا برحت علياكم تسخط العدى فتكثر عض الكف من شدة الحقد)