وقال معاتبا بعض الناس:
الحمد لله الذي من على جميع أهل الأرض، بأن جعل أرزاقهم لا يملكها بعضهم على بعض، ولو فوض ذلك إليهم لحبسوا أرزاق خلقه عليهم، ولمنعهم من انفاقها الشح والظن، ولاتبعوا قليلي ما ينفقونه بالأذى والمن، ولكنه تعالى بلطفه وكلهم إليه، وجعل أرزاقهم مقسومة لديه. أما بعد فيا من صدق فيه الخبر لا المخبر، وشهد بجوده السمع لا البصر، كيف أجود لك بما يبقى متجددا في كل عصر، وتبخل علي بما يفنى بأيسر مدة من الدهر:
قبيح بحقك أن تبخلا * علي وجودك عم الملا ولو أن غيرك في منعه * يبيت لصعبي مستسهلا إذا لأصبت بسهم القريض * مقاتله مقتلا مقتلا وجردت من مقولي صارما * فاحتزه مفصلا مفصلا ولكن أجلك عما ذكرت * فذاك بحقك لن يجملا