وقال لقوم للإذاعة ما قلوا * (كذا من تصدى للهوى فليكن ولو تجرع من أحبابه علقم الصد) فان الفتى من يحكم الرأي فكره * ويعجز أرباب البصيرة سبره (356) وذو الحزم من يخفى على الناس أمره * (وليس الفتى ذو الحزم من راح سره تناقله الأفواه للحر والعبد) إذا لم يصنه عن خليل وحسد * تحدث فيه الناس في كل مشهد وغنت به الركبان في كل فدفد * (فيسري إلى القاصي كما (بمحمد) سرت بنت فكري بالثناء وبالحمد) لقد جمدت دون القريض القرايح * ومات بموت الماجدين المدايح فما لرتاج (357) الشعر إلاي فاتح * (وما للثنا إلا (محمد صالح) لقد ضل مهديه لغير (أبي المهدي) ظهور العلى في مثله ما استقلت * له رتبة عنها الكواكب حطت فتى إن يرم إدراكه العقل يبهت * (همام إلى العلياء (358) حدة فكرتي بعثت فلم تبصر لعلياه من حد) مليك عليه طائر الوهم لم يحم * وكل ابن مجد شأو علياه لم يرم تحدر من أصلاب فخر غدت عقم * (وعن مثله أم المكارم لم تقم فأنى ترى ندا لجوهره (359) الفرد) له خلق ما شاب سلساله القذا * ولا هو في غير الفخار تلذذا وغير العلى منذ الولادة ما اغتذى * (تربى بحجر المجد طفلا وقبل ذا براه إله العرش من عنصر المجد) فعلم صوب الغيث أن يتهللا * ووازن منه الحلم (رضوى) و (يذبلا) وفات جميع السابقين إلى العلى * (ترقى النهى قبل الفطام به إلى نهاية إدراك الأنام من الرشد) تجمع شمل الزهد لما تشتتا * وعاش التقى من بعد ما كان ميتا بذي نسك ما زال لله مخبتا (360) * (ومعتصم مما يشان به الفتى بعفة نفس تربه (361) وهو في المهد) فلا غرو إن عمت نوافله (362) الملا * وطبقن ظهر الأرض سهلا وأجبلا وفات الورى فخرا ومجدا مؤثلا * (فذا واحد الدنيا انطوى برده على جميع بني الدنيا فبورك من برد) عليه العلا قد دار إذ هو قطبه * وفي فخره من دهره ضاق رحبه وبيت علاه سامت الشهب كثبه (363) * (رفيع مقام أين ما حل تربه من الشهب تمسي تربها أنجم السعد) عظيم محل كان للفضل جوهرا * له رتبة طالت على الشم مفخرا وكيف تضل الناس عن ماجد ترى * (على شرفات المجد مغناه والورى بحصبائه، لا بالكواكب، تستهدي) إذا هو بالايحاش بدل أنسه * تبيت صروف الدهر تنكر مسه همام عليه يحسد الغد أمسه * (تراه، ولو قد كان يخفض نفسه لأمله عطفا ويبسم للوفد) رفيعا بحيث النجم لم يك ممسكا * بأذياله والفكر لم ير مسلكا وتلفيه في النادي ولست مشككا * (ثبيرا) على جنب الوثير (364) قد اتكا ودون لقاه هيبة الأسد الورد (365) أعز الورى نفسا وأزكى نجابة * وأسبق في الآراء منهم إصابة وأبلغهم وسط الندئ خطابة * (له الفصحاء المفلقون مهابة إذا سئلوا لا يستطيعون للرد) عليم له نفس عن الله لم تمل * ومن ذكر ما لم يرضه لم يزل وجل ومنه وعنه العلم بين الورى نقل * (لقد ضاق صدر الدهر من بعض بثه ال علوم، وما يخفيه أضعاف ما يبدي) وعمياء سدت عن ذوي الرشد سبلها * تساوى بها علم الأنام وجهلها جلاها فتى تدري العلوم وأهلها * (إذا انعقدت عوصاء أشكل حلها فليس لها إلاه للحل والعقد) وغامضة فهم الورى دونها انقطع * وليس لهم في حل معقودها طمع إذا أعوصت في كشف غامضها صدع * (فيوضحها بعد الغموض ولم يدع لمعترض بابا لها غير منسد) وكانت متى فاهت ذوو الحزم تخزهم * فيرضوا بذل العجز من بعد عزهم وحتى تحاماها الفحول برمزهم * وعنه (366) أرم الناطقون لعجزهم ومذوده (367) في القول منشحذ الحد) تراه به عضب المضارب مرهفا * إذا هو أمضى الحكم لن يتوقفا فيمسي عليه طالبوا العم عكفا * (فيلقي إلى أذهانها علم ما اختفى ويفرغ في آذانها لؤلؤ العقد) ومن كل طخياء (368) جلا كل غبرة * بايضاح قول عن لسان كزبرة (369) ولم يك إلاه بحدة فكرة * (رشيد بعين الحزم أول نظرة يرى ما به ضلت عقول ذوي الرشد) ترد أمور الناس في كل مشكل * إلى قلب، إن أشكل الرأي، حول ومن كل أمر فاتح كل مقفل * (يسدد سهم الرأي في كل معضل إذا طاشت الآراء فيه عن القصد) فتى معه المعروف يرحل ان رحل * وتنزل آمال الورى حيثما نزل ببرد التقى فوق العفاف قد اشتمل * (ترى نفسه من حبها الله لم تزل بطاعته لله في غاية الجهد) حليف التقى ما انفك لله شاكرا * وللنوم، من حب العبادة، هاجرا وفي ورده ما زال لليل عامرا * (يقوم إلى ما كان ندبا مبادرا مبادة الهيم - العطاش إلى الورد) فيجلو ظلام الليل منه إذا سجى * بغرة وجه كالصباح تبلجا وعن قلب مسجور الحشي يظهر الشجا * (وفي عين عاص نادم يسهر الدجا وما هم بالعصيان للواحد الفرد) فكم شاد بالتقوى بيوت هدى درس * وقام بعين جفنها النوم لم يدس بأوراده يقضي دجا الليل في أنس * (فيقصر عن أوراده ولو أنه اس تدام بجنح سرمد الدهر مسود) إذا لم يفض يوما على الدهر عفوه * أتاه منيبا يقبض الخوف خطوه ونادى بصوت ليس يرفع نحوه * (فيا سابقا لم يدرك العقل شأوه ولا تهتدي الأوهام منه إلى قصد) ألا اسق رياضي، انها اصفر زهرها * وضوء ليالي التي حلن غرها أنر وجه أيامي التي اسود فجرها * (فشمس بني (370) العلياء أنت وبدرها أخوك ربيع الخلق في الزمن الصلد) ونفسكما من كل إثم تقدست * وداركما قدما على الجود أسست وجود كما بالنور منه الربا اكتست * (وحلمكما منه الجبال لقد رست ويطبع من عزميكما الصارم الهندي) وإنكما عقدان للفضل حليا * وبدران في أفق المعالي تجليا وصقران في جو المكارم جليا * (وغيثا عطاء أنتما يفضح الحيا فيعول إعلانا من الغيظ بالرعد) ضلال لذي قصد لغيركما رحل * وأمسى له في غير جود كما أمل ألم يدر مذ جود الكرام قد اضمحل * (بقية جود للورى ذخروكما ال كرام لمن من بعدهم جاء يستجدي) وأبقوكما في الأرض للخلق مقصدا * ليمسي علاهم فيكما متجددا ويبقى نداهم في الزمان مخلدا * (لعلمهم في موتهم يدرج الندى بأكفانهم ميتا ويدفن في اللحد) كأن الورى كانوا بنيهم وأنتما * أقاموكما فيهم كفيلا وقيما ومن بعدهم في ذلك العبء قمتما * (فأحييتما ميت الندى فكأنما هم بكما ردوا إلى الجود والمجد) توارثتما منهم سماء مفاخر * وزينتموها في نجوم زواهر وقد حزتما ما أحرزا من ذخائر * (وأحرزتما ما خلفوا من مآثر ولم تدعا شيئا من الحسب العد) كرام على كل الأنام لهم يد * وبيت علاهم في الزمان مشيد وليس عليهم زاد في الفضل سيد * (لئن زاد في معنى طريف (محمد) عليهم فذا فرع لمجدهم التلد) وإن هم ببطن الأرض من قبل أضمروا * فان لعلياهم معاليه مظهر وطي مساعيهم به عاد ينشر * (وإن درجوا موتى بعلياه عمروا بعمر لأقصى غاية الدهر ممتد) فمن جوهر العلياء كانوا فرنده * وأول من أورى من الجود زنده درى الحي فيهم والذي حل لحده * (هم شرعوا للجود في الناس نجده (371)
(١١٢)