وقال معاتبا أيضا:
حيا لي الباري صفي مودة * قد لذ لي وله قديما كاسها ما زال يفتل حبله ما بيننا * بالوصل حتى استحصدت أعراسها (338) وكأن بعض حواسدي، وأعيذه * بالله، وسوس عنده خناسها فنهى ولكن عن حقوق مودة * لم يغد منتقضا علي أساسها يا من غرست له المودة في الحشا * وعلى الصفاء نمت له أغراسها أنتم دعاة الله سادة خلقه * أمناء ملة دينه حراسها ومطهرون من الخبائث كلها * أبدا فليس تمسكم أدناسها ومبجلون فما تطاولت الورى * وحضرتم إلا وطأطأ رأسها وأرى الكرام معادنا فلجينها * وأبيك أنت وما سواك نحاسها ولأنت نعم مناخ وافدة المنى * وأبر من شدت له أحلاسها (339) تلك الخلايق أين جامع بشرها * كانت تفرق وحشتي إيناسها تلك المكارم أين هامع قطرها * ما زال يخضب ساحتي رجاسها (340) عجبا دعوتك والخطوب تلوكني * وعلى حشاشتي التقت أضراسها فصرفت فهمك عن خطاب ألوكتي * تبدي الغموض بها وأنت (أياسها) نزعت (341) برغبتها إليك فلم يكن * من غير خجلتها لديك لباسها نشرت وسائلها إليك مع الرجا * فلايما سبب طواها ياسها وجبهتها بالرد حتى أنها * لتكاد تضرم مهجتي أنفاسها عين رعيت بها هواي فحقبة * لم أدر عين الدهر كيف خلاسها مالي أنبهها لتلحاظ خلتي * ومن الجفاء لها يطيب نعاسها