خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥٢٠
ثم قال العيني: وقال السكري: أحدو معناه: أغني فعلى هذا ينبغي أن يكون قوله قصيدة مفعولا بإسقاط حرف الجر وهو الباء. اه.
أقول: إن السكري لم يرو أحدو بدال مهملة فكيف يفسرها بما ذكر. وإنما أحدو معناه أسوق فلا حذف.
وقوله: تكون وإياها إلخ قال ابن السيد: تكون في موضع الصفة لقصيدة وهي صفة جرت على غير من هي له ولو جعلتها صفة محضة لبرز الضمير الفاعل المستتر فيها وكنت تقول:) كائنا بها أنت وإياها.
والضمير في قوله: وإياها يعود على المرأة كأنه قال: حلفت لا أزال أصنع قصيدة تكون مع هذه المرأة مثلا بعدي أي: إنها تبقى ما بقي الدهر.
قال العيني: فإن قلت: كيف يكون مثلا خبرا والتطابق شرط قلت: هو مفرد وقع موقع التثنية. وكذلك قد يقع موقع الجمع لما فيه من العموم المتقضي للكثرة. هذا كلامه. فتأمله.
قال أبو علي: نصب وإياها على المفعول معه بتوسط الواو لما لم يمكنه العطف فيقول: تكون وهي لأمرين: أحدهما: كسر البيت لو فعل ذلك.
والثاني: قبح العطف على الضمير المرفوع وهو غير مؤكد.
وقال ابن بري في شرح أبيات الإيضاح لأبي علي: لما لم يمكنه العطف على الضمير في تكون من غير تأكيد نصب على معنى مع. وكان أبو الحسن يذهب إلى انتصابه على الظرف كما كانت مع فلما حذفت وقامت الواو مقامها انتصب الاسم على ذلك المعنى ودخلت مهيئة لعمل الفعل فيه ونصبه على الظرف.
ومعنى العطف قائم فيها وجائز فيها ولذلك لم تعمل الجر كما لا تعمله حروف العطف بخلاف واو القسم لأن معنى العطف معدوم فيها.
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»