خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥٢٥
ومع ذلك فإن الإيجاب على غير شرط أصل الكلام وإزالة اللفظ عن جهته في الفروع أحسن منها في الأصول لأنها أدل على المعاني. انتهى.
ونقل أبو علي هذه العبارة بعينها في التذكرة.
وأورد ابن عصفور في كتاب الضرائر لهذا البيت نظائر ثم قال: لما اضطر إلى استعمال النصب بدل الرفع حكم لها حكم الأفعال الواقعة بعد الفاء في الأجوبة الثمانية فنصب بإضمار أن وتؤولت الأفعال التي قبلها تأويلا يوجب النصب فحكم لقوله وألحق بالحجاز بحكم: ويكون مني لحاق بالحجاز فاستراحة فعطفت بالفاء على المصدر المتوهم. انتهى.
ولبس عباءة وتقر عيني غير جيد. وقال أيضا: لقائل أن يقول: لا نسلم أن أستريح منصوب بل هو مرفوع مؤكد بالنون الخفيفة موقوفا عليها بالألف وتأكيد مثل هذا جائز في الضرورة.
قال سيبويه: يجوز للمضطر: أنت تفعلن. ولا شك أن التخريج على هذا متجه بخلاف التخريج على النصب مع فقد شرطه.
هذا كلامه.
وهو من باب غسل الدم بالدم لأنه تفصى من ضرورة ولجأ إلى ضرورة وشرط كل من النصب والتأكيد مفقود.
ونقل الدماميني أن بعضهم رام تخريجه على النصب في جواب النفي المعنوي المستفاد من قوله: سأترك منزلي إذ معناه: لا أقيم به. ثم تعقبه بأنه غير متجه لأن جواب النفي منفي لا ثابت نحو: ما جاء زيد فأكرمه بالنصب والاستراحة ثابتة لا منفية.
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»