خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٥١٩
قال السكري: أراد: فتحفظني بالغيب أو في بعض ما تظهر لي من الإخاء والمودة. والغيب: السر.
وقوله: فكنت كرقراق إلخ قال السكري: يقول: ظننت أن لك أمانة فكنت كالسراب الذي يكذب من رآه يظن أنه ماء وليس بماء وكذلك أنت.
وقوله: فآليت إلخ هذا البيت من شواهد النحويين في باب المفعول معه. وآليت: حلفت. ولا أنفك: لا أزال. وأحذو رواه السكري بالذال المعجمة لا غير. بمعنى أطابق.
قال ابن السيد في شرح أبيات الجمل: ومعنى أحذو: أصنع وأهيىء كما تحذى النعل على المثال إذا سويت عليه. ومن روى: أحدو بدال غير معجمة فهو من قولهم: حدوت البعير إذا سقته وأنت تتغنى في أثره لينشط في السير.
ونقل العيني عن ابن يسعون أنه قال على هذه الرواية: عندي في أحدو ثلاثة أوجه: الأول: أن يريد أحدو قصيدة إليك أي: أسوقها حاديا كما يفعل الحادي بالإبل عند سوقها لأنه يتغنى وإنما أراد بذلك الشهرة.
الثاني: أن يريد أحدو غدرتك لي قصيدة أبلغ بتخليدها فيك أملي. فحذف المفعول للحال الدالة عليه ونصب قصيدة نصب المصدر أي: حدو قصيدة فلما حذف المضاف أقام المضاف إليه مقامه.
الثالث: أن يريد: أتحدى لها وأتبعها ناظما لها حتى كأنه قال: أوالي قصيدة.
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»