خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٩٧
يكن في النون من هذه الكلمة ما ذكرنا لما كان لحمل كيف عليه مساغ ما وجد لغيره مجاز.
فإن قلت: فكيف وجه البيت عندك فالقول أن كي على ضربين: تكون مرة بمعنى اللام وذلك في قولهم: كيمه. وتكون في معنى أن في نحو: لكيلا تأسوا فنقول: إن كي في البيت هي التي بمعنى اللام فيمن قال: كيمه دخلتها ما كافة فمنعتها العمل الذي تعمله فارتفع الفعل بعدها لكف ما لها عن الدخول على الفعل كما كفت رب ومن في قولهم: مما أفعل وربما يقوم.
ونظير هذا ما أنشدناه عن أبي الحسن من قوله: الطويل * إذا أنت لم تنفع فضر فإنما * يرجى الفتى كيما يضر وينفع * فعلى هذا يحمل هذا البيت. انتهى.
وهذا كله تطويل بلا طائل فإن رواية الفراء الثابتة عنه: كي لا بلا النافية لا بما والتصرف في الحرف بالحذف وغيره ثابت مع أنه خلاف الأصل فكونه في الاسم أولى وأحق.
ونظير حذف الفاء من كيف حذفها من سوف فإنهم يقولون: سو أفعل والأصل: سوف أفعل.)
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»