خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٩٩
قالوا: كي. ها هنا بمعنى كيف استفهام. وقال قوم: أراد: كيف وإنما حذف الفاء تخفيفا كما قالوا: سو أفعل والمراد: سوف أفعل. انتهى.
وعلى هذا الأخير اقتصر صاحب المغني. والظاهر أن هذا من قبيل ضرورة الشعر إذ لو كانت كي موضوعة للاستفهام لوردت في النثر ولدونت في كتب اللغة كسائر الألفاظ الموضوعة.
والبيت الأول غير واضح المعنى وقائله غير معروف وما قبله مجهول. و البعران بالضم: جمع بعير وهو في الإبل بمنزلة الرجل في الإنسان. والنون في شردن للإبل لأنها جماعة. ورواه ابن يعيش: شردت بالتاء مع تقديم لنا عليه. و يحسان بضم الياء: مضارع: أحس الرجل الشيء إحساسا: علم به. و أثرا: مفعول به.
ورواية أبي علي قريبة من رواية الفراء.
وقوله: من طالبين هو جمع مجرور بمن. ورفضت بالفاء والضاد المعجمة قال في المصباح:) رفضت الإبل من باب ضرب: تفرقت في المرعى. ويتعدى بالألف في الأكثر فيقال: أرفضتها وفي لغة بنفسه.
وقائل البيت الثاني مجهول أيضا. وزعم العيني وتبعه خدمة المغني أنه من أبيات سيبويه وهذا لا أصل له فإني قد تصفحت أبياته مرارا فلم أجده فيها. وتجنحون: تميلون. والسلم بكسر السين وفتحها: الصلح.
وثئرت بالبناء للمفعول. وقتلاكم: نائب الفاعل من ثأرت القتيل: طلبت دمه وقتلت قاتله.
والثأر مهموز. و الهيجاء: الحرب. وتضطرم: تلتهب. والجملتان حالان من الواو في تجنحون.
وأتعجب من العيني في قوله: الشاهد في كي فإنه بمعنى كيف وهو اسم لا شك فيه ككيف لدخول حرف الجار عليه. انتهى.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»