خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٦
ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية: عمرو بن ربيعة وهو لحي ابن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة.
وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة. فلما بلغ عمرو بن لحي نازعه في الولاية وقاتل جرهما ببني إسماعيل فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة ونفاهم من بلاد مكة وتولى حجابة البيت.
فأتاها فاستحم بها فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال: ما هذه فقالوا: نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو. فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة.
وحدث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إسافا ونائلة رجل من جرهم يقال له: إساف بن يعلى ونائلة بنت زيد من جرهم وكان يتعشقها في أرض اليمن فأقبلوا حجاجا فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من الناس وخلوة من البيت ففجر بها في البيت فمسخا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت بعد من العرب.
وكان أول من اتخذ تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم و سموها بأسمائها على ما بقي فيهم من ذكرها حين فارقوا دين إسماعيل هذيل بن مدركة.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»