خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٨
هذه الخمسة الأصنام التي كان يعبدها قوم نوح وذكرها الله في كتابه: ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا.
فلما صنع هذا عمرو بن لحي دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها.
فكان أقدمها مناة. وسميت العرب عبد مناة وزيد مناة. وكان منصوبا على ساحل البحر من وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله وكان أشد إعظاما له الأوس والخزرج.
وكان أولاد معد على بقية من دين إسماعيل وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه.
ومناة هي التي ذكرها الله: ومناة الثالثة الأخرى. وكانت لهذيل وخزاعة. وقريش وجميع العرب تعظمها إلى أن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة سنة ثمان من الهجرة وهو عام الفتح.
فلما سار من المدينة أربع ليال أو خمس ليال بعث عليا إليها فهدمها وأخذ ما كان لها فأقبل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيما أخذ سفيان كان الحارث بن أبي شمر ملك غسان أهداهما لها أحدهما اسمه مخذم والآخر رسوب فوهبهما لعلي فيقال: إن ذا الفقار سيف علي أحدهما
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»