خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ١٧٣
وهذا قول ابن السكيت في إصلاح المنطق وتبعه ابن قتيبة وغيره.
قال ابن السيد في شرح أبيات أدب الكاتب: ذهب يعقوب بن السكيت ومن كتابه نقل ابن قتيبة هذه الأبواب إلى أن عن ها هنا بمعنى علي. وإنما قال ذلك لأنه جعل أفضلت من قولهم: أفضلت على الرجل إذا أوليته فضلا. وأفضلت هذه تتعدى بعلى لأنها بمعنى الإنعام. ومعناه: إنك لم تنعم علي بأن شرفتني فتعتد بذلك علي.
وقد يجوز أن يكون من قولهم: أعطى وأفضل إذا زاد على الواجب. وأفل هذه أيضا تتعدى بعلى يقال: أفضل على كذا أي: زاد عليه فضلة.
وقد يجوز أن يكون من قولهم: أفضل الرجل إذا صار ذا فضل في نفسه فيكون معناه: ليس لك فضل تنفرد به عني وتحوزه دوني. فتكون عن هنا واقعة موقعها غير مبدلة من على.
انتهى.) ومنه أخذ ما نقله ابن الملا بقوله: قيل: ضمن أفضل معنى انفرد فعدى بعن لأنه إذا أفضل عليه في الحسب أي: زاد فقد انفرد عنه بتلك الزيادة. وقيل: هي على بابها لأنه إذا كان أفضل وكان فوقه في الحسب فقد زاد عنه وصار في حيز فكأنه يقول: ما زاد قدرك عن قدري ولا ارتفع شأنك عن شأني. انتهى.
هذا وقد روى صاحب الأغاني:
* لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب * شيئا.............
* وعليها لا يكون في البيت عن فلا يأتي هذا البحث.
وعلى تلك كان الظاهر أن يقول: عنه بضمير الغائب لكنه التفت من الغيبة إلى التكلم.
قال ابن السيد: ويعني بابن العم المذكور نفسه فلذلك رد الإخبار بلفظ المتكلم ولم يخرجه بلفظ الغيبة لئلا يتوهم أنه يعني نفسه. ولو جاء بالكلام على لفظ الغيبة
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»