على أن أبا علي قد اعتذر له منه بما يكاد يكون عذرا. قلت: أورد هذا العذر في آخر إعراب الحماسة: قال: سألت أبا علي عن قوله: وأنت إذ صحيح فقلت: قد قال أبو الحسن: إنه أراد حينئذ فهذا تفسير المعنى أم تقدير الإعراب على أن تكون إذ مجرورة بحين المرادة المحذوفة فقال: لا بل إنما فسر المعنى ولا يريد أن إذ مجرورة بحين المرادة. والذي قاله أبو علي أجري على مقاييس مذاهب أصحابنا غير أن كلام أبي الحسن ظاهره هناك أنه يريد ما عدل أبو علي عنه. انتهى.
ثم قال ابن جني: ويؤيد ما ذكرته من بناء إذ أنها إذا أضيفت مبنية نحو قوله: إذ الأغلال في) أعناقهم و إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت فإذا في هذا ونحوه مضافة إلى الجمل بعدها وموضعها نصب وهي كما ترى مبنية. فإذا كانت في حال إضافتها إلى الجمل كلا إضافة لأن من حق الإضافة أن تقع على الأفراد فهي إذا لم تضف في اللفظ أصلا أجدر باستحقاق البناء. ويزيدك وضوحا قراءة الكسائي: من عذاب يومئذ فبني يوم على الفتح لما أضافه إلى مبني غير متمكن. فإن قيل: بنيت إذ من حيث كانت غاية منقطعا منها ما أضيفت إليه أو من حيث إضافتها إلى جملة تجري الإضافة إليها مجرى لا إضافة فهلا أعربت لما أضيفت إلى المفرد في نحو قولهم: فعلت إذ ذاك قلت: هذه مغالطة فإن ذاك ليس مجرورا بإضافة إذ إليه وإنما ذاك مبتدأ حذف خبره تخفيفا والتقدير: إذ ذاك كذاك. فالجملة هي التي في موضع الجر.