ولا يخفى أن الأخفش لم يستشهد بالبيت وإنما استشهد به عليه فأجاب بأن الحين منه محذوف. وهو غير قائل بأن إذ معربة لعدم الإضافة. وقد تكلم ابن جني في سر الصناعة على يومئذ ببيان واف وإن كان على خلاف طريقة الشارح المحقق فلا بأس بإيراده مختصرا قال: من وجوه التنوين أن يلحق عوضا من الإضافة نحو: يومئذ وليلتئذ وساعتئذ وحينئذ وكذلك قول الشاعر: وأنت إذ صحيح وإنما أصل هذا أن تكون إذ مضافة إلى جملة نحو: جئتك إذ زيد أمير وقمت إذا قام زيد فلما اقتطع المضاف إليه إذ عوض منه التنوين فدخل وهو ساكن على الذال وهي ساكنة فكسرت الذال لالتقاء الساكنين فقيل: يومئذ. وليست الكسرة كسرة إعراب وإن كانت إذ في موضع جر بإضافة ما قبلها إليها. وإنما الكسرة فيها لسكونها وسكون التنوين بعدها ويدل على أن الكسر في ذال إذ إنما هي لالتقاء الساكنين قول الشاعر: وأنت إذ صحيح ألا ترى أن إذا ليس فبلها شيء فأما قول أبي الحسن أنه جر إذ لأنه أراد قبلها حين ثم حذفها وبقي الجر فساقط. ألا ترى أن الجماعة قد أجمعت على أن إذ و كم و من من الأسماء المبنية على الوقف. وقد قال أبو الحسن نفسه في بعض التعاليق عنه في حاشية الكتاب: بعد كم و إذ من التمكن أن الإعراب لم يدخلهما قط. فهذا تصريح منه ببناء إذ وهو اللائق به والأشبه باعتقاده وذلك القول الذي حكيناه عنه شيء قاله في كتابه الموسوم بمعاني القرآن وإنما هو شبيه بالسهو منه.
(٤٩٤)