خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٥٠٥
وفي القاموس: طعنه بالرمح كمنعه ونصره طعنا: ضربه وفيه بالقول طعنا. وقال شارح أبيات المغني: يقال: طعنه بالرمح) يطعنه بالضم في المضارع وكذا كل ما هو حسي. وأما المنوي كيطعن في النسب فبفتح العين.
وقوله: بعد ضربهم مصدر مضاف إلى المفعول والفاعل محذوف أي: ضربنا إياهم. وقوله: ببيض المواضي بالكسر: جمع أبيض وهو السيف. والمواضي: جمع ماض وهو القاطع الحاد والإضافة من باب إضافة الموصوف إلى الصفة. وقال العيني: البيض بفتح الباء: الحديد.
والمواضي: السيوف. أراد ضربهم بحديد السيوف في رؤوسهم. ويجوز كسر الباء إلى آخر ما ذكرنا. ولا ينبغي لمثله أن يسود وجه الورق الأبيض بهذه الترهات. وهذا البيت لم يعرف له قائل. قال ابن المستوفي: هذا البيت لا يحسن أن يكون من باب ما يفتخر به لأنهم إذا ضربوهم مكان لي العمائم ولم يموتوا واحتاجوا إلى أن يطعنوهم مكان الحبا وعادة الشجاع أن يأتي بالضرب بعد الطعن فهذا منهم فعل جبان خائف غير متمكن من قتل قرنه. وإنما الجيد قول بلعاء بن قيس من بني ليث بن كنانة البسيط:
* وفارس في غمرات الموت منغمس * إذا تألى علة مكروهة صدقا * * غشيته وهو في جأواء باسلة * غضبا أصاب سواء الرأس فانفلقا * * بضربة لم تكن مني مخالسة * ولا تعجلتها جبنا ولا فرقا * فانظر كيف وصف قرنه بما وصف به ووصف موضعه وبالغ في وصفهما ووصف ضربته بما يدل على جرأته وشجاعته. انتهى.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 » »»