فجعلها نقيض برة وبرة صفة كأنه قال: حملت الخصلة البرة وحملت الخصلة الفاجرة كما تقول: الخصلة القبيحة والحسنة فهما صفتان. اه. وهذا الذي حكاه هو مذهب السيرافي كما نقله الشارح عنه. وزاد ابن جني في الطنبور نغمة فزعم أن فجار معدولة عن فجرة علما بدون أل قال في باب التفسير على المعنى دون اللفظ من كتاب الخصائص: اعلم أن هذا موضع قد أتعب كثيرا من الناس واستهواهم ودعاهم من سوء الرأي وفساد الاعتقاد إلى ما مذلوا به وتتايعوا فيه حتى إن أكثر ما ترى من هذه الآراء المختلفة والأقوال المستشنعة إنما دعا إليها) القائلين بها تعلقهم بظواهر هذه الأماكن دون أن يبحثوا عن سر معانيها ومعاقد أغراضها. فمن ذلك قول سيبويه في بيت النابغة: إن فجار معدولة عن الفجرة وإنما غرضه إنها معدولة عن فجرة علما معرفة على ذا يدل هذا الموضع. ويقويه ورود برة معه في البيت وهي كما ترى علم لكنه فسر على المعنى دون اللفظ. وسوغه أنه لما أراد تعريف الكلمة المعدولة عنها مثل ذلك بما يعرف باللام لأنه لفظ معتاد وترك لفظ فجرة لأنه لا يعتاد ذلك علما وإنما يعتاد نكرة من جنسها نحو: فجرت فجرة كقولك: تجرت تجرة. ولو عدلت برة على هذا الحد لوجب أن يقال: برار كفجار. اه. وقد أخذ الشاطبي هذا الكلام فزاده تنويرا في شرح الألفية عند قول ناظمها:
* ومثله برة للمبره * كذا فجار علم للفجره *