خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣١٠
بالكسر: الدنو من الشيء واللصوق به يقول: أنا قوي عزيز فالعدو يكره مجاورتي له. وقوله: أعلمت إلخ الاستفهام تقريري. وروى: أنسيت يوم وخططت بالخاء المعجمة: شققت يقال: ما خط غباره أي: لم يدن منه ولم يتعلق به. وقوله: أنا اقتسمنا إلخ بفتح همزة أنا لأنها مع معموليها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي علمت هذه وراية أبي عمرو. وروى الأصمعي: يوم اختلفنا خطتينا وابن الأعرابي: يوم احتملنا. يقول: بررت أنا وفجرت أنت. قال شارح الديوان: قوله فجار يعني خطة فاجرة خرج مخرج حذام ورقاش.
والخطة بالضم: الحالة والخصلة. قال ابن السيد في شرح أبيات الجمل: وقال في البر حملت وفي الفجور احتملت لأن العرب إذا استعملت فعل وافتعل بزيادة التاء كان الذي لا زيادة فيه يصلح للقليل والكثير والذي فيه الزيادة للكثير خاصة نحو: قدر واقتدر وكسب واكتسب. فأراد أن يهجو بكثرة غدره وإيثاره للفجور فذكر اللفظة التي يراد بها الكثير ليكون أبلغ في الهجو. ولو قال: حملت فجار لأمكن أن لا يكون غدر إلا مرة واحدة. وأما الأفعال التي لا تستعمل إلا بالتاء فخارجة عن هذا الحكم لأنها تصلح لما قل ولما كثر كقولك: استويت على الشيء واجتويت البلد إذا كرهته واكتريت الدار. فهذا لا يقال فيه إنه للتكثير خاصة لأنه لم يستعمل غير مزيد.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»