و ما مصدرية وهي مع صلتها في محل رفع على الابتداء والخبر من بله والضمير من عليه عائد على الذخر أي: كيف ومن أين اطلاعكم على الذخر الذي أعددته فإنه أمر قلما تتسع العقول لإدراكه والإحاطة به. انتهى.
ومثله لابن حجر قال: ووقع في المغني لابن هشام أن بله استعملت معربة مجرورة ب من وأنها بمعنى غير ولم يذكر سواه. وفيه نظر لأن ابن التين حكى رواية من بله بفتح الهاء مع وجود من فعلى هذا فهي مبنية و ما مصدرية وهي وصلتها في موضع رفع على الابتداء والخبر هو الجار والمجرور المتقدم ويكون المراد ب بله كيف التي يقصد بها الاستبعاد. والمعنى: من أين اطلاعكم على هذا القدر الذي تقصر عقول البشر عن الإحاطة به. ودخول من على بله إذا كانت بهذا المعنى جائز كما أشار إليه الشريف في شرح الحاجبية. وأوضح التوجيهات لخصوص سياق حديث الباب أنها بمعنى غير. وذلك بين لما تأمله. انتهى. وهذا الاتفاق من الدماميني وابن حجر غريب يقل وقوع مثله فإنهما وإن كانا متصاحبين لم ير كل منهما شرح الآخر على البخاري. أقول: كسرة بله يحتمل أن تكون كسرة بناء ويؤيده ما قاله أبو حيان في الارتشاف بأنه سمع في بله فتح الهاء وكسرها. والبيت الشاهد من قصيدة لأبي زبيد الطائي النصراني. وقبله وهو مطلع القصيدة:
* حمال أثقال أهل الود آونة * أعطيهم الجهد مني بله ما أسع * من استفهامية ومبلغ متعد إلى مفعولين يقال: أبلغته السلام فقومنا مفعوله الأول والنائين: جمع ناء اسم فاعل من النأي وهو البعد. وإذ ظرف معناه التعليل متعلق بمبلغ.