خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٢١٩
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعتم عليه. ثم قرأ: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. وأطلعتم ضبطه القسطلاني بضم الهمزة وكسر اللام.
قال: ولأبي الوقت: أطلعتهم بفتح الهمزة واللام وزيادة هاء بعد التاء. وأخرجه مسلم أيضا عن أبي هريرة في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها من صحيحه ولفظه: قال رسول الله صلى الله) عليه وسلم: يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعتم عليه ثم قرأ: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين انتهى. وفي رواية منه: بله ما أطلعتم الله عليه. فقول القسطلاني في شرح البخاري: إن هذا الحديث من أفراد البخاري سهو مع أن ابن حجر قال: في فتح الباري: أخرج مسلم الحديث كله عن أبي بكر بن أبي شيبة. قال النووي في شرح مسلم: بله معناها: دع عنك ما أطلعتكم عليه فالذي لم أطلعكم عليه أعظم. فكأنه أضرب عنه استقلالا له في جنب ما لم يطلع عليه. وقيل معناها غير وقيل معناها كيف. وقال ابن الأثير في النهاية: بله اسم فعل بمعنى دع وقد يوضع موضع المصدر ويضاف. وقوله: ما أطلعتم عليه يحتمل أن يكون منصوب المحل ومجروره. انتهى. ورواه أبو حيان في تذكرته: بله ما قد أطلعتكم عليه وقال: يريد فدع ما أطلعتكم عليه وكيف ما أطلعتكم. وتقول العرب: إني لا أركب الخيل فكيف الحمير يريد: فدع ذكر الحمير لا تذكره. ففي هذا القول دلالة على موافقة كيف معنى دع في هذه الجهة.
انتهى. ووقع في أكثر نسخ البخاري من بله ما اطلعتم عليه بزيادة من
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»