. قال القسطلاني هي رواية أبي ذر وأبي الوقت والأصيلي وابن عساكر. قال ابن حجر: قال الصاغاني: اتفقت نسخ الصحيح على من بله والصواب إسقاط كلمة من. وتعقب بأنه لا يتعين إسقاطها إلا إذا فسرت بمعنى دع وأما إذا فسرت بمعنى من أجل أو من غير أو سوى فلا. وقد بينت في عدة مصنفات خارج الصحيح بإثبات من. وأخرجه سعيد بن منصور من طريق ابن مردويه أبي معاوية عن الأعمش كذلك. وقد فسر الخطابي الجار والمجرور بقوله: كأنه يقول: دع ما اطلعتم عليه فإنه سهل في جنب ما ادخر لهم. وهذا إنما هو لائق بشرح بله بغير تقدم من عليها. وأما إذا تقدمت من عليها فقد قيل: هي بمعنى كيف ويقال: أجل ويقال بمعنى غير أو سوى وقيل بمعنى فضل. انتهى. قال ابن هشام في المغني: ومن الغريب أن في رواية البخاري من بله قد استعملت معربة مجرورة ب من وخارجة عن المعاني الثلاثة. وفسرها بعضهم بغير وهو ظاهر. وبهذا يتقوى من يعدها في ألفاظ الاستثناء. انتهى. وكذلك قال القسطلاني: قد ثبت جر بله بمن في الفرع المعتمد المقابل على أصل اليونيني المحرر بحضرة إمام العربية أبي عبد الله بن مالك. قال الدماميني في شرح البخاري: وفي شروح المغني: نص ابن التين على أن بله ضبط بالفتح والجر وكلاهما مع وجود من. فأما الجر فقد وجهه ابن هشام. وأما توجيه الفتح مع) وجود من فقد قال الرضي: إذا كان بله بمعنى كيف جاز أن تدخله من وعليه تتخرج هذه الرواية فتكون بمعنى كيف التي يقصد بها الاستبعاد.
(٢٢٠)