وأنشد بعده الشاهد السابع والخمسون بعد الأربعمائة أعطيهم الجهد مني بله ما أسع على أن الأخفش أورده في باب الاستثناء قال: بله فيه حرف جر كعدا وخلا بمعنى سوى.
أورده أبو علي في إيضاح الشعر وعقد ل بله بابا قال: هذا باب ما يكون مرة اسما ومرة مصدرا ومرة حرف جر. قال الشاعر:
* حمال أثقال أهل الود آونة * أعطيهم الجهد مني بله ما أسع * قال أبو الحسن الأخفش في باب من الاستثناء: إن بله حرف جر. قال أبو علي: ووجه كونه حرفا أنه يمكن أن يقال أنك إن حملته على أنه اسم فعل لم يجز لأن الجمل التي تقع في الاستثناء مثل لا يكون زيدا وليس عمرا وعدا خالدا فيمن جعله فعلا ليس شيء منه أمرا وهذا يراد به الأمر وهو اسم للفعل فإذا كان كذلك لم يجز لأنه لا نظير له. فإن قلت: فلم لا تجعله المصدر لأن المصدر قد وقع في الاستثناء في قولك: أتاني القوم ما عدا زيدا والتقدير: مجاوزتهم زيدا فهو مصدر. قلت: يمكن أن يقال إن ما زائدة وليست التي للمصدر وعدا إذا قدرت زيادة ما كان جملة فليس في ذلك دلالة لاحتماله غير ذلك. والحروف قد وقعت في الاستثناء نحو: خلا و حاشا ولا وجه لهذه الكلم إلا أن تكون حروف جر فإذا كان بله زيد هنا ليس يخلو من أن يكون اسم فعل أو مصدرا أو حرفا وليس يجوز وقوع اسم فعل هنا لما) قدمنا ولا المصدر لأنه لم يقع عليه دلالة من حيث جاز أن تكون ما زائدة في ما عدا كان حرف جر لأن حروف الجر قد وقعت في موضع الاستثناء. انتهى كلامه. وحاصله أنه استدل ل بله بكونه حرف استثناء بأن اسم الفعل لم يقع في الاستثناء فكذلك لم يكن مصدرا لأنه لا يكون مصدر إلا حيث يكون اسم فعل.