خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٧٦
كذب العتيق وماء شن بارد معناه الزمي العتيق وهذا الماء ولا تطالبيني بغيرهما. والعتيق مرفوع لا غير. انتهى. ومن الغريب قول ابن الأثير في النهاية في حديث عمر برفع الحج والعمرة والجهاد معناه الإغراء أي: عليكم بهذه الأشياء الثلاثة. وكان وجهه النصب ولكنه جاء شاذا مرفوعا. انتهى. وقد نقل أبو حيان كلام ابن الأنباري في تذكرته وفي شرح التسهيل وزاد فيه بأن الذي يدل على رفع الأسماء بعد كذب أنه يتصل بها الضمير كما جاء في كلام عمر: ثلاثة أسفار كذبن عليكم.
وقال الشاعر: كذبت عليك ولا تزال تقوفني معناه عليك بي: فرفع التاء وهي مغرى بها واتصلت بالفعل لأنه لو تأخر الفاعل لكان منفصلا وليس هذا من مواضع انفصال الضمير. انتهى. والصحيح جواز النصب لنقل العلماء أنه لغة مضر والرفع لغة اليمن. ووجهه مع الرفع أنه من قبيل ما جاء لفظ الخبر فيه بمعنى الإغراء كما قال ابن الشجري في أماليه كتؤمنون بالله بمعنى أمنوا بالله. ورحمه الله بمعنى اللهم ارحمه وحسبك زيد بمعنى اكتف به.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»