خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٨٠
إلا وهي في معنى الأمر كقولهم في الدعاء: رحمك الله والمراد بالكذب الترغيب والبعث من قول العرب كذبته نفسه إذا منته الأماني وخيلت إليه من الآمال ما لا يكاد يكون وذلك ما يرغب الرجل في الأمور ويبعثه على التعرض لها. ويقولون في عكس ذلك: صدقته إذا ثبطته وخيلت إليه العجز والنكد في الطلب. ومن ثم قالوا للنفس: الكذوب. قال أبو عمرو بن العلاء: يقال للرجل يتهدد الرجل ويتوعده ثم يكذب ويكع: صدقته الكذوب وأنشد:
* فأقبل نحوي على قدرة * فلما دنا صدقته الكذوب * وأنشد الفراء: أي: نفوسه جعل له نفوسا لتفرق الرأي وانتشاره. فمعنى قوله: كذبك الحج: ليكذبك أي: ينشطك ويبعثك على فعله. وأما كذب عليك الحج فله وجهان: أحدهما أن يضمن معنى فعل يتعدى بحرف الاستعلاء أو يكون على كلامين كأنه قال: كذب الحج عليك الحج أي: ليرغبك الحج وهو واجب عليك.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»