خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ١٧٢
.
أنشد فيه وهو الشاهد الثاني والخمسون بعد الأربعمائة فداء لك الأقوام هو قطعة من بيت وهو:
* مهلا فداء لك الأقوام كلهم * وما أثمر من مال ومن ولد * على أن فداء اسم فعل منقول من المصدر. قال صاحب الصحاح: الفدا إذا كسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح فهو مقصور يقال: قم فدى لك أبي. ومن العرب من يكسر فداء بالتنوين إذا جاور الجر خاصة فيقول: فداء لك لأنه نكرة يريدون به معنى الدعاء. وأنشد هذا البيت للنابغة عن الأصمعي. وهذا التعليل فيه خفاء. والواضح قول أبي علي في المسائل المنثورة وقد أنشده فيها قال: بني على الكسر لأنه قد تضمن معنى الحرف وهو لام الأمر لأن التقدير: ليفدك الأقوام كلهم. فلما كان بمعناه بني. وبني على الكسر لأنه وقع للأمر. والأمر إذا حرك تحرك إلى الكسر. ونونوه لأنه نكرة. انتهى. قال الزمخشري في المفصل: ومنه فداء لك بالكسر والتنوين أي: ليفدك. وأنشد البيت. قال ابن المستوفي: قوله: ومنه: يريد ما التزم فيه التنكير كإيها في الكف وويها في الإغراء وواها في التعجب. وعقبه بقوله: ومنه فداء يستعمل مكسورا منونا وغير منون حملا على إيه وإيه.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»