فإن قلت: فإن جاء شيء بعد شيء من هذه الأبيات التي تشبه ما ذكر من عساك تفعل ولعلي أو عساني أخرج فما يكون الفاعل على قوله قيل: أما على ما ذهب إليه من أنه بمنزلة لعل فلا نظر فيه ويكون بمنزلة لعلك تخرج والقول فيه كالقول فيه. وأما على القول الآخر الذي رأيناه غير ممتنع فهو أشكل لأن الفاعل لا يكون جملة.
فإن شئت قلت: إن الفعل في موضع رفع بأنه فاعل وكأنه أراد عساني أن أخرج فحذف أن وصار الفعل مع أن المحذوفة في موضع رفع بأنه فاعل كما كان في موضع رفع بالابتداء في قولهم: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وكقول أبي دواد: لولا تجاذبه قد هرب * وما راعنا إلا يسير بشرطة * وعهدي به قينا يفش بكير * فكما أن هذا على حذف أن وتقديره: ما راعنا إلا سيره بشرطة كذلك يكون فاعل عسى في نحو: عسى يفعل إنما هو على: عسى أن يفعل كقوله تعالى: عسى أن تكرهوا شيئا فتحذف أن وهي في حكم الثبات.
ولو قال قائل إن عسى في عساني وعساك قد تضمن ضميرا مرفوعا وذلك الضمير هو الفاعل والكاف والياء في موضع نصب على حد النصب في قوله: عسى