خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٩
البيت قوله: تمسي وتصبح الضمير المؤنث لحبيبته وهي عبلة. والحشية: الفراش المحشو. والسراة بفتح السين: أعلى كل شيء وأراد به هنا ظهر فرسه. يقول:
تمسي وتصبح فوق فراش وطيء وأبيت أنا فوق ظهر فرس أدهم ملجم. يعني أنها تتنعم وأنا أقاسي شدائد الأسفار والحروب.
وقوله: وحشيتي سرج مبتدأ وخبر. يريد أن مستوطئ بسرج الفرس كما يستوطئ غيره الحشية والاضطجاع عليها. ثم وصف الفرس بأوصاف محمودة وهي غلظ القوائم وانتفاخ الجنبين وسمنها والعبل بالفتح: الغليظ. والشوى بالفتح: القوائم جمع شواة أي: على فرس غليظ القوائم والعظام كثير العصب.
والنهد بفتح النون: الضخم المشرف. والمراكل جمع مركل كجعفر وهو الموضع الذي يصيب رجل الفارس من الجنبين إذا استوى على السرج. والنبيل: العظيم. والمحزم: موضع الحزام.
وقوله: هل تبلغني الخ استبعد الوصول إليها لشدة بعدها فاستفهم عنه. وأبلغه المنزل إذا أوصله إليه. ودارها أي: دار عبلة. وشدنية: ناقة منسوبة إلى شدن بفتحتين وهو حي باليمن وقيل: أرض فيه.
وقوله: لعنت بالبناء للمفعول قال التبريزي في شرح المعلقة: دعا عليها بانقطاع لبنها أي: بأن يحرم ضرعها اللبن فيكون أقوى لها وأسمن وأصبر على معاناة شدائد الأسفار لأن كثرة الحمل وقوله: بمحروم الشراب أي: بضرع ممنوع شرابه. وأصل حرم منع. وقيل: بمحروم الشراب أي: في محروم الشراب. وقال خالد بن كلثوم: لعنت:
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»