خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٦
وأنى: فعل ماض بمعنى قرب. والإنى بكسر الهمزة والقصر: الوقت. قال تعالى: غير ناظرين إناه على أحد قوليه. وأنى إناك: حان حينك أي: حين ارتحالك إلى سفر تطلب رزقا فسافر وعلك بمعنى لعلك والخبر محذوف. وزعم العيني وتبعه السيوطي أن أناك بفتح الهمزة والمد.
قال: أصله أناءك والأناء على فعال اسم من الفعل المذكور.
وقد نازع أبو محمد الأعرابي في كون هذا ما قبله وقال: هما من أرجوزتين. ورد ردا شنيعا على ابن السيرافي فإنه قال في شرح أبيات سيبويه: قوله يا أبتا علك أو عساكن قبله: تقول بنتي قد أتى إناكا وفي شعره: فاستعزم الله ودع عساكا وقوله: قد أتى إناكا أي: ممن تلتمس منه مالا تنفقه. وقوله: يا أبتا علك أو عساكا أي: لعلك إن سافرت أصبت ما نحتاج إليه.
وقوله: فاستعزم الله الخ أي: استخره في العزم على الرحيل والنصر ودع قولك: عساي لا أفوز بشيء إذا سافرت ويحصل بيدي التعب.
قال أبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب: خلط ابن السيرافي ها هنا من حيث أن النوى أشباه.
وصحف في كلمة من البيت أيضا وهو قوله: يا أبتا وإنما هو: تأنيا علك أو عساكا)
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»