وأنشد الفارسي في التذكرة للفرزدق: الطويل * يقول إذا اقلولى عليها وأقردت * ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم * وإنما دخلت بعد هل لشبهها بحرف النفي فدخلوها بعد النفي المحض وهو ما التميمية أحق.
قال ابن مالك: لأن شبه ما بها أكمل من شبه هل بها. ثم ذكر ما حكى الفراء عن كثير من أهل نجد. أنهم يجرون الخبر بعدما بالباء وإذا أسقطوا الباء رفعوا.
قال ابن مالك: وهذا دليل واضح على أن دخول الباء جارة للخبر بعد ما لا يلزم منه كون الخبر منصوب المحل بل جاز أن يقال هو منصوب المحل وأن يقال هو مرفوع المحل وإن كان المتكلم به حجازيا فإن الحجازي قد يتكلم بغير لغته وغيره يتكلم بلغته. إلا أن الظاهر أن محل المجرور نصب إن كان المتكلم حجازيا ورفع إن كان تميميا أو نجديا.
قال: فمن دخول اللغة التميمية في الحجازية كسر هاء الغائب بعد كسرة أو ياء ساكنة وإدغام نحو: ولا يضار كاتب ولا شهيد ورفع الله من قوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله لأن اللغة الحجازية به وفيه بالضم ولا يضارر بالفك وإلا الله بالنصب لأن الاستثناء منقطع.
قال: وإذا جاز للحجازي أن يتكلم باللغة التميمية جاز للتميمي أن يتكلم باللغة الحجازية بل) التميمي بذلك أولى لوجهين: