خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ١٢١
* وما الدهر إلا منجونا بأهله * وما صاحب الحاجات إلا معذبا * على أن يونس استدل به على إعمال ما مع انتقاض نفيها ب إلا.
وأجيب بأن المضاف محذوف من الأول أي: يدور دوران منجنون و يدور خبر المبتدأ فحذف هو والمصدر وأقيم منجنون مقام المصدر.
وأن الثاني أصله وما صاحب الحاجات إلا يعذب معذبا أي: تعذيبا ف يعذب خبر المبتدأ فحذف وبقي مصدره. فلا عمل لما في الوضعين.
وخرجه صاحب اللب على أنه بتقدير: وما الدهر إلا يشبه منجنونا وما صاحب الحاجات إلا يشبه معذبا فهما منصوبان بالفعل الواقع خبرا ومعذب على هذا اسم مفعول وهذا أقل كلفة.
وقال شارح اللب السيد عبد الله: ويجوز أن يكون أي منجنونا منصوبا على الحال والخبر محذوف أي: وما الدهر موجودا إلا مثل المنجنون لا يستقر في حاله. وعلى هذا تكون عاملة قبل انتفاض نفيها. وكذا يكون التقدير في الثاني أي: وما صاحب الحاجات موجودا إلا معذبا.
ولا تقدر هنا مثل لأن الثاني هو الأول.
وقال ابن هشام في شرح شواهده: وجوز ابن بابشاذ أن يكون الأصل: إلا كمنجنون ثم حذف الجار فانتصب المجرور. ومن زعم أن كاف التشبيه لا يتعلق
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»