منزعا وعلالة على التمييز وهذا مثل ضربه في تفضيل نفسه مع شيخوخته وقد أدبه الدهر على الأحداث الذين لم يجربوا الأمور فيقول: للفرس المتناهي في القوة والسن الذي يجري جرية الماء سهولة ونفاذا خير بقاء وأبعد غاية من ابن سنتين وهو مهمل لم يؤدب بإسراج ولا إلجام.
وهذا الشعر لم يذكر قائله أحد من شراح الحماسة.
وأنشد بعده وهو الشاهد الثالث والسبعون بعد المائة: الكامل باكرت حاجتها الدجاج بسحرة عجزه: لأعل منها حين هب نيامها على أن الدجاج منصوب على الظرف بتقدير مضافين أي: وقت صياح الدجاج إذا كانت باكرت بمعنى بكرت لا غالبت بالبكور.
أقول: باكر متعد بنفسه إلى مفعول واحد قال في المصباح: وباكرت بمعنى بكرت إليه.
وحاجتها: مفعول باكرت. وبكر بالتخفيف من باب قعد فعل لازم يتعدى بإلى يقال: بكر إلى الشيء بمعنى بادر إليه أي وقت كان.
وقال أبو زيد في كتاب المصادر: بكر بكورا وغدا غدوا هذان من أول النهار. فإذا نقل إلى فاعل للمغالبة تعدى إلى مفعول واحد. تعدى إلى مفعول واحد. ومعنى المغالبة أن يغلب الفاعل المفعول في معنى المصدر. فضمير المتكلم الذي هو التاء فاعل وقد غالب) الدجاج وهو المفعول في البكور فغلبه فيه. فيكون حاجتها: منصوبا بنزع الخافض وهو إلى لأن أصل باكر يتعدى به كما ذكرنا. فإذا كان باكر من باب المغالبة كان للتكثير في البكور إلى الحاجة نحو ضاعفت الشيء بمعنى