خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٩٥
ما بال لومكما إذ جئت تعتلها خطابا لجرير وزوجته من اللوم وهو التعنيف. وروى المبرد في الاعتنان: ما بال لومكما بضمير المؤنث فيكون ضمير بنته عضيدة. وقوله: حتى اقتحمت بها الخ أي: إلى أن أدخلتها عتبة بابك.
وقوله: كلاهما حين جد الجري الخ ضمير التثنية لابنة جرير عضيدة ولزوجها. وزعم العيني وغيره أن الضمير للفرسين. وزاد شارح شواهد المغني أن فيه التفاتا والأصل كلاكما. ورد عليه شارح المغني الحلبي بأنه يأباه قول الشارحين أن البيت في وصف فرسين تجاريا. وهذا لا أصل له وكأنهم فهموه من ظاهر البيت وسببه أنهم لم يقفوا على منشأ الشعر.
وقوله: جد الجري أي: اشتد العدو. وقوله: قد أقلعا يقال: أقلع عن الأمر إقلاعا: إذا تركه والصلة هنا محذوفة أي: أقلعا عن الجري. وقوله: رابي من الربو وهو النفس العالي المتتابع يقال: ربا يربو: إذا أخذه الربو. والبهر بضم الباء وهو تتابع النفس. وهذا تمثيل وتشبيه يقول: إن بنت جرير وزوجها قد افترقا حين حصلت الألفة بينهما ولم يمضيا على حالهما فهما كفرسين جدا في الجري ووقفا قبل الوصول إلى الغاية.
وهذا البيت من شواهد مغني اللبيب وغيره من كتب النحو وأورد شاهدا على أن كلا يجوز مراعاة لفظها فيعود الضمير إليها مفردا ومراعاة معناها فيعود الضمير عليها مثنى وقد اجتمعا وقوله: يا ابن المراغة الخ المراغة: الأتان والفرزدق يقول لجرير يا ابن المراغة تعبيرا له بأن عشيرته بني كليب أصحاب حمير. وقال الغوري: لأن أمه ولدته في مراغة الإبل. وقال ابن عباد: المراغة الأتان لا تمنع الفحولة وبذلك هجا الفرزدق جريرا. وقال بعضهم: المراغة أم جرير لقبها) به الأخطل. يريد: أنها كانت مراغة للرجال كذا في العباب للصاغاني.
وقوله: جهلا حين تجعلها إلخ يريد: إنك جهلت في تزويجك إياها لغير أهل الإبل.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»