خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٩٩
ألا قالت العصماء لما لقيتها والعصماء: امرأة. والحديث هنا: نقيض القديم وهو هنا ظرف. يقول: قالت لي هذه المرأة لما التقيت معها: أعلمك عن قريب ناعم الحال أفرع أي: تام شعر الرأس لم يتسلط صلع ولا حدث انحسار شعر فكيف تغيرت مع قرب الأمد والرؤية بصرية وناعم البال: مفعوله وأفرعا صفته. وناعم: من نعم الشيء بالضم: أي: صار ناعما لينا وكذلك نعم ينعم مثل حذر يحذر وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما: نعم ينعم بكسر الأول وضم الثاني ولغة رابعة نعم ينعم بكسر عينيهما وهو شاذ كذا في الصحاح.
والبال: القلب وخطر ببالي أي: بقلبي وهو رخي البال أي واسع الحال وهذا هو المراد. قال ابن الأنباري في شرح المفضليات: و الأفرع بالفاء والراء والعين المهملتين هو الكثير شعر الرأس يقال: رجل أفرع وامرأة فرعاء وقد فرع من باب فرح. وضد الأفرع الأزعر والمرأة زعراء انتهى.
وقال صاحب الصحاح: الفرع بفتحتين: مصدر الأفرع وهو التام الشعر وقال ابن دريد: امرأة فرعاء كثيرة الشعر قال: ولا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية أو الجمة أفرع وإنما يقال أفرع لضد الأصلع انتهى.
وهذا المصراع الثاني قد وقع في قصيدة متمم بن نويرة التي رثى بها أخاه مالك بن نويرة وهو:
* تقول ابنة العمري مالك بعدما * أراك حديثا ناعم البال أفرعا *) وقوله: فقلت لها الخ يقول: قلت لها: لا تستنكري ما رأيت من شحوب لوني وانحسار شعر رأسي فما ينال الفتى السيادة حتى يستبدل بشبيبته شبيبا وبوفور شعر رأسه صلعا.
وقوله: وللقارح اليعبوب الخ القارح من الخيل بمنزلة البازل من الإبل وهو الذي تمت واستحكمت قوته. والقروح: انتهاء السن واليعبوب: الفرس الكثير الجري والجذع: ماله سنتان. والعلالة بالضم: بقية الجري ويريد به هنا الجري. والمرخى: الذي يرخى في سيره قليلا قليلا لا يكلف أكثر من ذلك. ويروى: المرخي بكسر الخاء والإرخاء: لين في العدو. ويروى بفتح الخاء وهو المرسل المهمل. و المنزع: النزوع إلى الغاية. وانتصاب
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»