خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٠
عن بني هند وهي هند بنت مر بن أد أخت تميم. وقوله: عسى الأيام الخ قال المرزوقي: لا يجوز أن يكون الذي بمعنى الذين لأن الموصول والصلة يصير صفة لقوم آخرين كالقوم المذكورين بل التقدير: أن يرددن دأب القوم كائنا كالدأب الذي كانوا عليه.
وفي هذا الوجه يجوز أن يكون الذي للجنس كما قال تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به ثم قال: أولئك. والفصل بين هذا الوجه والوجه الأول أنه أمل في الوجه الأول أنهم إذا عفوا عنهم أدبتهم الأيام وردت أحوالهم كأحوالهم فيما مضى: في الاتفاق والتواد وفي الوجه الثاني أمل أن ترجع الأيام أنفسهم إذا صفحوا عنهم كما عهدت: سلامة صدور وكرم عهود انتهى.
ومعنى يرجعن: يرددن من باب فعل وفعلته يقال: رجع فلان رجوعا ومرجعا ورجعانا ورجعته رجعا والعائد محذوف أي: كالذي كانوه وهو خبر كان.
وهذا البيت أورده ابن هشام في المغني على أن بعضهم استدل به على أن المعرفة إذا أعيدت نكرة كانت عينها على القاعدة المشهورة.
وصرح بمعنى انكشف ويأتي أيضا متعديا بمعنى كشفه. وجملة وهو عريان خبر أمسى وذكر العريان مثل لظهور الشر. وروي: فأضحى وهو عريان وهذه أحسن لأن الشيء في الضحى وقوله: ولم يبق سوى العدوان معطوف على قوله صرح.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»