عليها وشعره يستشهد به في كتاب الله تعالى فقد شهد على نفسه بأنه مدخول العقل ضارب في غمرة الجهل. ومن العجب أن هذا الجاهل يقدم على تخطئة سلف النحويين وخلفهم وتخطئة الشعراء الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين ولا يؤثر عنه انه قرأ مصنفا في النحو إلا مقدمة من تأليف عبد القاهر الجرجاني قيل: إنها لا تبلغ أن تكون في عشر أوراق وقيل إنه لا يملك من كتب النحو واللغة ما مقداره عشر أوراق وهو مع ذلك يرد بقحته على الخليل وسيبويه إنها لوصمة اتسم بها زماننا هذا لا يبعد عارها ولا ينقضي شنارها.) وإنما طلب بتلفيق هذه الأهواس أن تسطر فتوى فيثبت خطه فيها مع خط غيره. فيقال: أجاب أبو نزار بكذا وأجاب غيره بكذا وقد أدرك لعمر الله مطلوبه وبلغ مقصوده ولولا إيجاب حق من أوجبت حقه والتزمت وفاقه واحترمت خطابه لصنت خطي ولفظي عن مجاورة خطه ولفظه: انتهى كلام ابن الشجري.
وأجاب الجواليقي بقوله: وأما سوى فلم يختلفوا في أنها تكون بمعنى غير تقول: رأيت سواك أي: غيرك. وحكى ذلك أبو عبيد عن أبي عبيدة. وقال الأعشى:
* وما قصدت من أهلها لسوائكا * أي: لغيرك وهي أيضا غير ظرف وتقدير الخليل لها بالظرف في الاستثناء بمعنى مكان وبدل لا يخرجها عن أن تكون بمعنى غير. وفيها لغات: إذا فتحت مدت لا غير وإذا ضمت قصرت لا غير وإذا كسرت جاز المد والقصر أكثر. وما يحمل المتكلم بالقول الهراء إلا فشو الجهل.
انتهى.
وقد حكى ابن الأنباري في مسائل الخلاف مذهب البصريين والكوفيين