خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٣
* تجانف عن جو اليمامة ناقتي * وما عدلت عن أهلها لسوائكا * على أن خروج سواء عن الظرفية شاذ خاص بالشعر وإذا خرجت كانت بمعنى غير.
وقد استفتى بعضهم من جملة أسئلة أربعة: هل تكون سواء بمعنى غير فأجابه أبو نزار الملقب بملك النحاة بأنه قد نص على أنها لا تأتي إلا ظرف مكان وأن استعمالها اسما متصرفا بوجوه الإعراب بمعنى غير خطأ.
ونقل ابن الشجري في أماليه صورة الاستفتاء الأسئلة الأربعة وما أجاب به أبو نزار وجواب الإمام أبي منصور الجواليقي واستجهل أبا نزار وذمه وخطأه تبعا للجواليقي وأصاب هو أيضا عن الأسئلة وقال في سوى: وأما سوى فإن العرب استعملتها استثناء وهي في ذلك منصوبة على الظرف بدلالة أن النصب يظهر فيها إذا مدت فإذا قلت أتاني القوم سواءك فكأنك قلت مكانك.
واستدل الأخفش على أنها ظرف بوصلهم الاسم الناقص بها في نحو: أتاني الذي سواك.
والكوفيون يرون استعمالها بمعنى غير. وأقول: إدخال الجار عليها في قول الأعشى: وما قصدت من أهلها لسوائكا يخرجها عن الظرفية. وإنما استجازت العرب ذلك فيها تشبيها لها بغير من حيث استعملوها استثناء. وعلى تشبيهها بغير قال أبو الطيب:
* أرض لها شرف سواها مثلها * لو كان مثلك في سواها يوجد * رفع سوى الأولى بالابتداء وخفض الثانية بفي فأخرجهما من الظرفية. فمن خطأه فقد خطأ الأعشى في قوله: لسوائكا ومن خطأ الأعشى في لغته التي جبل
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»