خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٤٠١
وقوله: دناهم.. الخ جواب لما. والعدوان: الظلم الصريح. والدين: الجزاء. وأورد البيضاوي هذا البيت في قوله تعالى: مالك يوم الدين على أن الدين الجزاء. والمعنى: لما أصروا على البغي وأبوا أن يدعوا الظلم ولم يبق إلا أن نقاتلهم ونعتدي عليهم كما اعتدوا علينا جازيناهم بفعلهم القبيح كما ابتدؤونا به. وإطلاق المجازاة على فعلهم مشاكلة على حد قوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه.
وقوله: مشينا مشية الخ هذا تفصيل لما أجمله في قوله دناهم وتفسير لكيفية المجازاة. وكرر الليث ولم يأت به مضمرا تفخيما وتعظيما.
والمعنى: مشينا إليهم مشية الأسد ابتكر وهو جائع. وكنى عن الجوع بالغضب لأنه يصحبه.
وغدا بمعجمة فمهملة ولا يجوز بمهملتين لأن الليث لا يكون ماشيا عاديا في حال. فإن قيل: اجعله من العدوان قلت: الليث لا يمشي في حال عدوانه وإنما يشد شدا ويجوز على رواية) شددنا شدة الليث على أنه من العدوان.
وقوله: بضرب فيه توهين الخ الباء تتعلق بمشينا. والتوهين: التضعيف. والإقران: مواصلة لا فتور فيها. وروي: والتأييم: جعل المرأة أيما والأيم هي التي قتل زوجها أو مات. والإرنان من الرنين والبكاء يقال: رن وأرن.
وقوله: وطعن كفم الزق الخ غذا بمعجمتين بمعنى سال يقال: غذا يغذو غذوا والاسم الغذاء أي: وطعن في اتساعه وخروج الدم منه كفم الزق إذا سال بما فيه وهو مملوء. وجملة إذا مع ضميره بتقدير قد حالية.
وقوله: وبعض الحلم الخ الإذعان: الانقياد يقال: أذعن لكذا: إذا انقاد له وأذعن بكذا: إذا أقر به. اعتذر في هذا البيت عن تركهم التحلم مع الأقرباء بأنه كان يفضي إلى الذل.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»