* وكل أخ مفارقه أخوه * لعمر أبيك إلا الفرقدان * على أن إلا صفة لكل مع صحة جعلها أداة استثناء ونصب الفرقدين على الاستثناء كما هو الشرط في وصفية إلا.
قال ابن هشام في المغني: والوصف هنا مخصص فإن ما بعد إلا مطابق لما قبلها لأن المعنى: كل أخوين غير هذين الكوكبين متفارقان. وليس إلا استثنائية وإلا لقال: إلا الفرقدين بالنصب لأنه بعد كلام تام موجب كما هو الظاهر مع كونه لمستغرق وهو كل أخ كما نصب الشاعر في هذا البيت وهو من أبيات مذكورة في مختار أشعار القبائل لأبي تمام صاحب الحماسة لأسعد الذهلي وهو:
* وكل أخ مفارقه أخوه * لشحط الدار إلا ابني شمام * قال أبو عبيد القاسم في أمثاله: ابني شمام هنا: جبلان. وهو بفتح الشين المعجمة وكسر الميم كحذام.
وفي المرصع لابن الأثير: ابنا شمام جبلان في دار بني تميم مما يلي دار عمرو بن كلاب وقيل: شمام هو جبل. وابناه: رأساه وأنشد الخليل:
* وإنكما على غير الليالي * لأبقى من فروع ابني شمام اه * وقال حمزة الأصبهاني في أمثاله التي جاءت على أفعل: ابنا شمام: هضبتان في أصل جبل يقال له: شمام.
وعند ابن الحاجب في البيت الشاهد شذوذ من ثلاثة أوجه: أحدهما: أنه اشترط في وقوع إلا صفة تعذر الاستثناء وهنا يصح لو نصبه.
وثانيهما: وصف المضاف والمشهور وصف المضاف إليه. وثالثهما: الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر وهو قليل.