خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٢
أيضا حجة وقوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم أي: ومن ظلم لا يحب أيضا الجهر بالسوء منه وكذا قال السيد المرتضى في أماليه في أحد أوجه إلا في قوله تعالى: خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن إلا بمعنى الواو وأورد هذا البيت وغيره شاهدا لمجيء إلا بمعنى الواو وأجاب البصريون أن إلا في البيت بمعنى غير وفي الآيات للاستثناء المنقطع.
ثانيها ما ذهب إليه الكسائي. أن أصله إلا أن يكون الفرقدان وقد رد سيبويه هذا القول كما بينه الشرح المحقق.
قال أبو علي في الإيضاح الشعري: أنشد سيبويه هذا البيت وقال: لا يجوز أن يكون قوله: إلا الفرقدان على تقدير إلا أن يكون الفرقدان. وإنما لم يجز هذا لأنك لا تحذف الموصول وتدع الصلة لأن الصلة تذكر للتخصيص والإيضاح للموصول فإذا حذفت الموصول لم يجز حذفه وذكرك ما يكون إيضاحا له.
ونظير ذلك أجمعون في التوكيد لا يجوز أن تذكره وتحذف المؤكد. فإن قلت: لم لا يكون كالصفة والموصوف في جواز حذف الموصوف وذكر الصفة وكذلك تحذف الموصول وتذكر الصلة قلت: لم يكن في هذا كالوصف إذا كان مفردا ألا ترى أن الوصف إذا كان مفردا كان) كالموصوف في الإفراد وإذا كان مثله جاز وقوعه مواقع الموصوف من حيث كان مفردا مثله مع استقباح لذلك.
فأما الصلة فلا تقع مواقع المفرد من حيث كانت جملا كما لم يجز أن تبدل الجمل من المفرد من حيث كان البدل في تقدير تكرير العامل والعامل في المفرد لا يعمل في لفظ الجملة فكذلك لا يجوز أن تحذف الموصول وتقيم الصلة مقامه. فإن قلت: هلا جاز حذفها كما جاز حذف الصلات وإبقاء الموصولة كقوله: بعد اللتيا والتي قلت: إبقاء الموصول وحذف الصلة أشبه من عكس ذلك لأن
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»