وقوله: لا أرى من عهدت الخ دلها أي: باطلا وهو مفعول مطلق وقيل: هو من قولهم دلهني أي: حيرني فهو تمييز. يقول: لا أرى في هذه المواضع من عهدت وهي أسماء فأنا أبكي اليوم بكاء باطلا أو ذاهب العقل. وما استفهامية للإنكار أي: لا يرد البكاء شيئا على صاحبه.
يعني: لما خلت هذه المواضع منها بكيت جزعا لفراقها مع علمي أنه لا فائدة في البكاء.) وروي أيضا:
* لا أرى من عهدت فيها فأبكي * أهل ودي وما يرد البكاء * أي: فأنا أبكي أهل مودتي شوقا إليهم حين نظرت إلى منازلهم الخالية وروي أيضا: وما يحير البكاء من أحاره بالمهملة أي: رجعه.
وقوله: وبعينيك أوقدت الخ أي: وترى بعينيك أو بمرأى عينيك يقال: هو مني بمرأى ومسمع أي: حيث أراه وأسمعه. والمعنى: أوقدت النار تراها لقربها منك. وهند ممن كانت تواصله بتلك المنازل. وأصيلا: ظرف بمعنى العشي وروي بدله أخيرا أي: في آخر عهدك بها. يقول: والعلياء بالفتح: ما ارتفع من الأرض وإنما يريد العالية وهي أرض الحجاز وما والاها من بلاد قيس. ويقال: قد ألوت الأرض بالنار تلوي بها إلواء أي: رفعتها وكذلك الناقة: ألوت: إذا رفعت ذنبها فلوحت به.
وقوله: أوقدتها بين العقيق الخ العقيق وشخصان قال الأخفش: شخصان: أكمة لها قرنان ناتئان وهما الشعبتان. والعود هو عود البخور. وأراد بالضياء ضياء الفجر وقيل ضياء السراج.
وقوله: فتنورت نارها الخ يقال: تنورت النار: إذا نظرتها بالليل لتعلم: أقريبة هي أم بعيدة أكثيرة أم قليلة وخزاز بفتح الخاء المعجمة والزاءين المعجمتين: موضع.
وقوله: هيهات الخ يقول: رأيت نارها فطمعت أن تكون قريبة وتأملتها