خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٣
* لقد كنت آتيها وفي النفس هجرها * بتاتا لأخرى الدهر ما طلع الفجر * * فما هو إلا أن أراها فجاءة * فأبهت لا عرف لدي ولا نكر * * وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها * كما قد تنسي لب شاربها الخمر * * وما تركت لي من شذى أهتدي به * ولا ضلع إلا وفي عظمها كسر * * وقد تركتني أغبط الوحش أن أرى * قرينين منها لم يفزعهما نفر * * ويمنعني من بعض إنكار ظلمها * إذا ظلمت يوما وإن كان لي عذر * * مخافة أني قد علمت لئن بدا * لي الهجر منها ما على هجرها صبر * * وأني لا أري إذا النفس أشرفت * على هجرها ما يبلغن بي الهجر * * أبى القلب إلا حبها عامرية * لها كنية عمر وليس لها عمرو * * تكاد يدي تندى إذا ما لمستها * وينبت في أطرافها الورق الأخضر * * وإني لتعروني لذكراك فترة * كما انتفض العصفور بلله القطر * * تمنيت من حبي علية أننا * على رمث في البحر ليس لنا وفر * * على دائم لا يعبر الفلك موجه * ومن دوننا الأعداء واللجج الخضر * * فنقضي هموم النفس في غير رقبة * ويغرق من نخشى نميمته البحر * * عجبت لسعي الدهر بيني وبينها * فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر *
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»