خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
فيه الآن، نحو: مررت بزيد يضرب؛ وهذا لا يصلح في الماضي؛ ولهذا لم يجز ما زال زيد قام، وليس زيد قام، لأن ما زال وليس يطلبان الحال وقام ماض، ولا يلزم على كلامنا إذا كان مع الماضي ' قد '، لأن ' قد ' تقرب الماضي من الحال.
وأما الآية والبيت، فقد فيهما مقدرة؛ وقال بعضهم: حصرت صفة لقوم المجرور في أول الآية، وهو: ' إلا الذين يصلون إلى قوم ' وما بينهما اعتراض، ويؤيده أنه قرئ بإسقاط أو. وعلى ذلك يكون جاؤكم صفة لقوم ويكون حصرت صفة ثانية. وقيل: صفة لموصوف محذوف، أي: قوما حصرت صدورهم.
قال صاحب ' اللباب ': وهذا مذهب سيبويه؛ وهو ضعيف، لأنه إذا قدر الموصوف يكون حالا موطئة، وصفة الموطئة في حكم الحال في إيجاب تصدرها بقد، وهو يمنع حذف قد، لا سيما والموصوف محذوف، فإن الصفة تكون في صورة الحال؛ فالإتيان بقد يكون أولى.
وقال المبرد: جملة حصرت، إنشائية معناها الدعاء عليهم، فهي مستأنفة. ورد بأن الدعاء عليهم بضيق قلوبهم عن قتال قومهم لا يتجه. وقيل: حصرت بدل اشتمال من جاؤكم لأن المجيء مشتمل على الحصر. وفيه بعد، لأن الحصر من صفة الجائين، لا من صفة المجيء؟
وقد بسط ابن الأنباري الكلام على هذه المسألة، في كتاب ' الإنصاف في مسائل الخلاف '.
واستشهد ابن هشام بهذا البيت في ' شرح الألفية ' على أن المفعول له يجر باللام إذا فقد بعض شروطه، فإن قوله هنا لذكراك، مفعول له جر باللام، لأن فاعله غير فاعل الفعل المعلل. وهو قوله لتعروني؛ فإن فاعله هزة، وفاعل ذكراك المتكلم، فإنه مصدر مضاف لمفعوله وفاعله محذوف، أي: لذكري إياك.
و ' الهزة ' بفتح الهاء: الحركة، يقال: هززت الشيء: إذا حركته؛ وأراد بها الرعدة. وروي بدلها ' رعدة '.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»