قال ابن قتيبة في أبيات المعاني وقد شرح أبياتا خمسة إلى هنا: من عادة الشعراء إذا كان الشعر مديحا وقال: كأن ناقتي بقرة أو ثور أن تكون الكلاب هي المقتولة. فإذا كان الشعر موعظة ومرثية أن تكون الكلاب هي التي تقتل الثور والبقرة: ليس على أن ذلك حكاية قصة بعينها.
وقوله: لما رأى واشق إقعاص الخ واشق: اسم كلب. والإقعاص: الموت السريع يقال: رماه فأقعصه: إذا قتله وأصله من القعاص بالضم وهو داء يأخذ الغنم فتموت سريعا. والعقل: إعطاء الدية. يقول: قتل صاحبه فلم يعقل به ولم يقد به.
وقوله: قالت لهالنفس الخ هذا تمثيل أي: حدثته نفسه بهذا أي باليأس منه. والمولى: الناصر والصاحب وهو هنا الكلب. لم يسلم من الموت ولم يصد الثور. وقيل: المولى صاحب الكلاب) لم يسلم من الضرر لأن كلبه قتل. وقوله: فتلك تبلغني النعمان الخ أي: تلك الناقة التي تشبه هذا الثور تبلغني النعمان. وقوله: في الأدنى الخ البعد بفتحتين قيل: إنه مصدر ويستوي فيه لفظ الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وقيل: إنه جمع باعد مثل خادم وخدم وعلى هذا اقتصر صاحب الصحاح وأنشد البيت أي: في القريب والبعيد. وروى ابن الأعرابي وفي البعد بضمتين وهو جمع بعيد. وروى أبو زيد وفي البعد بضم ففتح وهو جمع بعدى مثل دنى جمع دنيا وسفل جمع سفلى.
وقد لخصت شرح هذه الأبيات مع إيضاح وزيادات من شرح ديوان النابغة ومن شرح القصيدة للخطيب التبريزي ومن أبيات المعاني لابن قتيبة. ولله الحمد.
وأنشد بعده وهو وهو من شواهد س: