عطف اسما ظاهرا على اسم مضمر منفصل وأجراه مجراه وليس هنا فعل فيحمل على المفعول فكأنه قال: ما أنت وما زيد وهذا تقديره في العربية ومعناه لست منه في شيء وهذا الشعر كما أصف لك ينشد:
* وأنت امرؤ من أهل نجد وأهلنا * تهام فما النجدي والمتغور * وكذلك قوله:
* تكلفني سويق الكرم جرم * وماجرم وما ذاك السويق * فإن كان الأول مضمرا متصلا كان النصب لئلا يحمل ظاهر الكلام على مضمر تقول: مالك وزيدا فإنما تنهاه عن ملابسته إذ لم يجز وزيد وأضمرت لأن حروف الاستفهام للأفعال فلو كان الفعل ظاهرا لكان على غير إضمار نحو قولك: ما زلت وعبد الله حتى فعل لأنه ليس يريد ما زلت وما زال عبد الله ولكنه أراد: ما زلت بعبد الله فكان المفعول مخفوضا بالباء فلما زال ما يخفضه وصل الفعل إليه فنصبه كما قال تعالى: واختار موسى قومه سبعين رجلا.
فالواو في معنى مع وليست بخافضة فكان ما بعدها على الموضع فعلى هذا ينشد هذا الشعر:
* فما لك والتلدد حول نجد * وقد غصت تهامة بالرجال * ولو قلت: ما شأنك وزيدا لاختير النصب لأن زيدا لا يلتبس بالشأن لأن المعطوف على) الشيء في مثل حاله. ولو قلت: ما شأنك وشأن زيد لرفعته لأن الشأن يعطف على الشأن.
وهذه الآية تفسر على وجهين من الإعراب: أحدهما هذا وهو الأجود فيها وهو قوله تعالى: فأجمعوا أمركم